لم يستفد الهلال من الفرصة الذهبية وهو في صدارة الدوري من تعثر منافسيه على اللقب؛ الأهلي والنصر، خوضه مواجهتين عدهما المحللون الفنيون سهلتين لفارق الإمكانيات الفنية بينه والفتح والفيحاء اللذين نجحا في حرمانه من خمس نقاط كانت في متناول يده وستعززان من صدارته وتجعله يغرد بعيداً عن أقرب منافسيه لكنه أضاع الفرصة الذهبية بمباركة إدارته أمام تخبطات مدربه الأرجنتيني رامون دياز الذي بدا وكأنه لا يرغب بالاستمرار، والغريب أنه يسير بالفريق من سيئ إلى أسوأ بعد فوزه في مواجهتين بعد العودة من نهائي آسيا، كانتا أمام الرائد والأهلي ما جعل البعض يرشحه لنيل البطولة باكراً على الرغم من تبقي 14 جولة في الدوري وهو ما يعني صعوبة واستحالة هذا الترشيح ليأتي الفتح والفيحاء ويؤكدان هذه الاستحالة، فالفوز لا يجلبه اسم فريق ولا نجوم دوليون بل يحتاج الى مدرب ذكي ولاعبون يحرثون الملعب عرضاً وطولاً ويؤدون بروح وحماس وهذا لم يحدث من لاعبي الهلال الذين استسلموا وأعلنوا انسحابهم من المنافسة حتى وإن تبقى لهم مواجهتين مؤجلتين، فالأسماء هي نفسها ولا يرجى منهم بعد التقاعس وعدم الشعور بالمسؤولية وإشراك المصابين وفرض كبار السن والمنتهية صلاحيتهم الفنية بعد أن أعطوا طويلاً ولم يقصروا لكنها سنة الحياة وأتى اليوم الذي لابد أن يتوقفوا فيه ويودعوا مشكورين ليتركوا الفرصة لغيرهم خصوصاً المهاجم ياسر القحطاني ولاعب الوسط محمد الشلهوب والمدافعين عبدالله الزوري وفيصل درويش وأسامة هوساوي. أمام الفتح والفيحاء لو ألقى المتابع نظرةً لوجد أن من تألق هم من أهداهم الهلال بالمجان لهذين الفريقين فعبدالله العمار تألق في الظهير الأيسر ومحمد البقعاوي في الظهير الأيمن وهما صغيرا في السن والأكثر نشاطاً وحيوية وعطاء فنياً من الزوري ودرويش وعلى الرغم من ذلك تم الاستغناء عن خدماتهما والإبقاء على الثنائي الذين لم يعد لديهما ما يقدمانه. المهاجم الفنزويلي غليمن ريفاس لم يقنع على الرغم من منحه فرص عديدة وأثبت أنه مقلب وأن استمراره لن يخدم مصلحة الفريق والحل في جلب محترفين أجنبيين بدلاً منه ومن المقلب الآخر ماتياس بيتريوس في صناعة اللعب والهجوم وأن يكون هناك جرأة من الإدارة والجهاز الفني بالاستغناء عن القحطاني والشلهوب ودرويش والزوري ومنح الفرصة لبعض نجوم الأولمبي في جميع الخطوط التي يحتاجها الفريق خصوصاً وأن مسابقة الدوري الأولمبي لم تعد لها قيمة. الحارس العماني علي الحبسي لا يحتاج لتعريف فلماذا لا يشارك؟ ربما يقبل العذر في البطولة الآسيوية لكن ما هو العذر وسط الهبوط الحاد في مستوى الحارس عبدالله المعيوف الذي تسبب في الخسارة أمام الفيحاء وهل أصبحت سياسة إدارة الهلال البحث عن أمجاد شخصية للاعبين على حساب الكيان؟