والبرودة ليست شتيمة بالطبع , لكنها أشبه بالحديث مع روبوت أو مناقشة ( قوقل) ومحاولتك أن يفهم قصدك , فيما هو يقول لك كل ما يعرفه عن الكلمات التي كتبتها دون أن يعرف الموضوع أصلاً , وهكذا الأحبة المتحدثين الرسميين– أو أغلبهم لنكن أكثر دقّة – فهم يقولون لك ما يقوله النظام في مثل هذه الحالة , أي أنهم ( إذا أحسنّا الظن) يرونك جاهلاً , وإن من واجبهم تثقيفك وتعليمك الأنظمة , أما إذا ( أحسنّا الظن أيضاً) فالتعقيب آلي ولا يستلزم سوى مقدمة تقليدية محفوظة مسبقاً ثم نقل فقرتين من نظام الخدمة المدنية , ومن ثم الختام ( بكليشة) تعتب على الصحيفة ومهنيتها (رغم أنهم لم يعترضوا على ماورد في المقال من معلومات) , والجملة الأكثر استفزازاً ( نعتب على الصحيفة طرح الموضوع دون التواصل مع الإدارة ..الخ ) , ولم يتبقَ إلا القول ( وقراءة الموضوع وإجازته من قبلنا!) , والتعقيب ( الأنموذج) – كي يكون القارئ الكريم في الصورة – كان تعقيباً عن مقال كتبته عن فتاة اكتشفت بالصدفة أن مهنتها تم تغييرها لمعلمة في تعليم حفر الباطن وهي مازالت بين مطرقة البطالة وسندانها, ولهذا يكون التواصل مع الإدارة لا مبرر له, لأن الموضوع لا يخص الكاتب, وأيضاً هو ليس حالة خاصة للمعلمة التي توظفت دون علمها, بل لتوعية الناس بأن هناك أخطاء تحصل تخص مستقبلهم وحياتهم, سيّما وإن الإدارة تعلم وأنا أعلم, والعالم العربي والإسلامي يعلم أنها ليست الحالة الأولى التي تحدث, لكن لنبقى في هذه الحالة التي عقّب عليها مدير تعليم حفر الباطن الأستاذ عايض الرحيلي بأربع نقاط بديهية ومعروفة, الأهم كانت النقطة الثانية بأنه (تم إدخال البيانات الأولية لها في برنامج فارس عن طريق الوزارة وفق المتبع), أي أن الوزارة أدخلتها النظام قبل مباشرتها, أما الأهم وهو ما لم يتحدث عن سعادة الأستاذ الرحيلي فهو كيف تم تغيير مهنتها إلى معلمة؟ سيما أننا نعلم أن تغيير المهنة لا يتم إلا بعد مخاطبة جهة العمل للأحوال المدنية, أي بعد المباشرة , وسعادة المدير يقول أنها لم تباشر !, هذا السؤال (كيف تم تغيير مهنتها إذن وهي لم تباشر؟) سيظل فاغراً فاهه دهشة وخيبه حتى يجد إجابة تليق بوجعه ! ولعلنا نختم بحالة شبيهة للحالة أعلاه ( مع التحفظ على اسم المنطقة تعاطفاً مع المتحدثين الرسميين) , الحالة لمعلمة تم طي قيدها بحجة أن إجازتها المرضية لم تصل للمدرسة, إلى هنا الأمر طبيعي, غير الطبيعي أنها حتى هذه اللحظة – منذ سنوات- مازلت على رأس العمل حسب (حاسب) الخدمة المدنية , الأغرب أنها بعد طي قيدها تم ترقيتها مرتين! أتمنى أن تنتهي هذه الحالات قريباً, والعرب لا تورد صيغ التمني إلا للمستحيل, وإذا تحقق هذا المستحيل سأؤمن بالغول والعنقاء وكلام المتحدثين الرسميين!