انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء بشدة تصريحات بشار الأسد الأخيرة والتي اتهم فيها فرنسا بدعم الإرهاب. وقال ماكرون بعد محادثات أجراها في باريس مع أمين عام الحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج: "إن ما صدر عن الأسد تجاه فرنسا غير مقبول". مضيفاً إنه إذا كان هناك طرف تولى بحق عملية التصدي لتنظيم داعش في العراق وسورية فهو التحالف الدولي الذي تشارك فيه فرنسا. وذكر الرئيس الفرنسي أن هذا التحالف قادر على الانتصار على داعش في سورية في غضون نهاية شهر فبراير المقبل وأن سورية لا يمكن أن تختصر في شخص بشار الأسد". وكان الرئيس السوري قد قال في دمشق بعد لقاء مع وفد روسي: "إن فرنسا كانت رأس الحربة في دعم الإرهاب في سورية منذ الأيام الأولى. إن من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام". وأدلى الأسد بهذه التصريحات بعد أن أخذت فرنسا على النظام السوري عرقلة المفاوضات التي تقودها منظمة الأممالمتحدة في جنيف لمحاولة إيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية. كما جاءت تصريحات الأسد في وقت أكد فيه الرئيس الفرنسي أن بلاده تسعى إلى إجراء محادثات سلام تشمل جميع أطراف الأزمة وتعهد بطرح مبادرات في هذا الشأن في بداية عام 2018. واستشهد إيمانويل ماكرون بعد لقائه مع أمين عام الحلف الأطلسي في سياق انتقاد تصريحات الأسد بجزء من رد وزير الخارجية الفرنسي جان أيف لودريان على التصريحات ذاتها بعد لقاء عدد من المسؤولين الأميركيين يوم الاثنين الماضي في واشنطن منهم وزير الخارجية ريكس تلرسون ومستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير. وكان لودريان قد قال في هذا الجزء من الرد إن الأسد ليس مؤهلاً للحديث عن السلام وعن التصدي للإرهاب لأنه قضى وقته في ذبح شعبه". أما العاملان الآخران اللذان شدد عليهما لودريان في السياق ذاته، فهما أن الأسد ليس -حسب الوزير الفرنسي- في وضع يسمح له بالتعبير عن موقف سياسي من الملف طالما ظل تابعاً لروسيا وإيران بالإضافة إلى كونه أول من أطلق سراح إرهابيي داعش من السجون في سورية. الملاحظ أن وزير الخارجية الفرنسي جدد في واشنطن اتهام إيران بمحاولة الهيمنة على المنطقة ورأى أنه لأمر عاجل أن يتم القضاء على هذا المسعى من خلال المساهمة في إحلال السلام والاستقرار في العراق وسورية.