تنطلق اليوم البرامج العلمية والندوات المتخصصة والفعاليات المصاحبة لها احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، لغة التاريخ والحضارة؛ ذات العمق الممتد من القرون الغارقة في القدم إلى عصرنا الجالي؛ ويأتي هذا الاحتقاء باللغة العربية لمكانتها وقدرتها على التفاعل والتأثير وعدم الانحسار. حيث كان لهذا أثرٌ في تعاطي المنظمات الدولية معها بإيجابية؛ لذا صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدخالها ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية؛ لما لها من دور هام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته على مر العصور منذ القدم وحتى وقتنا الحاضر، وعليه تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام. وتتنافس الجهات والمؤسسات المعنية باللغة العربية لترسيخ حضورها وصدارتها لتحقيق مكاسب عملية وحضور فعلي ملموس للغةِ العربية على مستوى لغات العالم التي تحظى بمناسبة دورية كل عام، وذلك من خلال تنفيذ عدد من البرامج، وإطلاق مجموعة من المشروعات، والعمل مع مختلف الشركاء. لتحقيق منجزاتٍ مادية تراكمية تبقى على المدى مُنتَجًا حيّا يثري لغتنا. وعلى رأس الجهات المعنية باللغة العربية وهمومها وتطلعاتها يأتي مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية بحزمة من البرامج العلمية والتحفيزية مع المؤسسات اللغوية والثقافية في الداخل والخارج. وأوضح الأمين العام للمركز د. عبدالله الوشمي أن المركز، ينفذ هذا العام أكثر من «25» برنامجاً وفعالية علمية، بالإضافة إلى عمله مع المندوبة السعودية الدائمة في اليونسكو، التي يشارك معها في احتفائية اليونسكو في باريس، وإدارة الثقافة في جامعة الدول العربية التي يشارك معها في الدورة الثالثة لمنتدى النهوض باللغة العربية، ويطلق مشروعاً يتصل بالاختبارات اللغوية. ويقيم ندوات علمية متخصصة بالتنسيق مع الملحقيات الثقافية السعودية في مصر وكندا والهند، ومع كليات اللغة العربية ومعاهد تعليمها وأقسامها في الجامعات السعودية في مختلف مناطق المملكة، كما ينفذ المركز برامج أخرى مع الأندية الأدبية والجمعيات الثقافية.