أطلقت رئاسة الشرطة وقيادات العمل التربوي في ويلز حملة لمحاربة ظاهرة «تنمّر» بعض الطلاب واستئسادهم على من هم أضعف منهم في المدارس وذلك لتبصير الطلاب بالعواقب الوخيمة المترتبة على هذه الظاهرة الخطيرة. وتأتي الحملة في اطار مشروع تجريبي من تنظيم القادة التربويين وضباط الشرطة لتوعية الأطفال بالمخاطر المنطوية على مهددات تعترض سبيلهم، بما في ذلك تعاطي المخدرات ومعاقرة أم الكبائر والتنمر والتحرش والاستئساد والتحامل والسلوكيات غير اللائقة اجتماعياً وسوء معاملة الأطفال في المنازل. وقد اشتملت الحملة على استخدام صور فوتوغرافية لأطفال انتحروا إثر وقوعهم ضحايا الاستئساد والتحرش من زملائهم في المدارس، بحيث تكون تلك الصور بمثابة «أسلوب صدمة» يمثل رادعاً يحول دون وقوع المزيد من المآسي في المدارس. وكان طلاب أحد الفصول بمدرسة كارديف الثانوية من أوائل من اطلعوا على تلك الصور في حصة خصصت لمحاربة الاستئساد والتنمر. وذهل العديد من الطلاب عندما علموا أن الأطفال الذين ظهروا في الصور والبسمة تعلو وجوههم قد وضع كل منهم حداً لحياته بنفسه ومات منتحراً نتيجة لتلقي التهديد والتخويف والترهيب. وكانت احدى الصور للطالبة لورا رودس من نيث، ويلز الجنوبية، والبالغة من العمر 13 عاماً، والتي انتحرت بتناول جرعة دوائية زائدة إثر معاناتها من كابوس جثم على صدرها جراء التعرض للاستئساد من قبل الغير في المدرسة. وتركت لورا وراءها رسالة مؤثرة شرحت فيها أبعاد مآساتها وآثار التنمر وتداعياته عليها. وأثنى والد احدى الفتيات على الحملة قائلاً إن ابنته كانت في غاية التأثر عندما علمت أن الطالبات الظاهرات في الصور أصبحن جميعاً في عداد الموتى. ومضى يقول إن ابنته أشارت إلى أن الصور دفعتها للتفكير في عاقبة التنمر والتحرش. وأردف قائلاً: «إنني أشعر بأن من المحزن أن تضطر ادارات المدارس وسلطات الشرطة لاستخدام هذه الأساليب المفضية الى الصدمة لتوصيل الرسالة المتعلقة بالتنمر والاستئساد الى المعنيين بها». أما أدريان براون من الجمعية الخيرية للأطفال «تشايلدلاين»، فقد ادلى بدلوه قائلاً: «يجدر الترحيب بكل ما من شأنه زيادة الوعي بمشكلة في حجم وخطورة مشكلة الاستئساد» - مشيراً الى ارتفاع معدلات الاتصالات الواردة من الأطفال للتبليغ عن تعرضهم للتحرشات والاستئساد وازدياد تلك المكالمات بنسبة 42٪». وأما مدير مشروع ويلز الجنوبية المفتش فيل أسبورن، فقد قال: «نود أن نثبت أن الاستئساد يمكن أن يتخذ صيغا مختلفة وليس بالضرورة أن يكون إيذاءً جسدياً».