ولدي يبلغ من العمر 10 سنوات، في الصف الخامس الابتدائي، يواجه الكثير من أنواع الاضطهاد النفسي من أقرانه في المدرسة، وذلك لسبب رئيس وهو جسمه الهزيل، ومن ثم أسباب متعدّدة تجعل زملاءه يمارسون الاضطهاد ضده، والذي يمكن أن يصل إلى حد الضرب، والاعتداء الجسدي، وقد أوصل ذلك ولدي إلى حد كرهه الذهاب إلى المدرسة.. فماذا أفعل لعلاج تلك المشكلة؟ يجيب عن هذا التساؤل الدكتور نصر الدين، استشاري الأطفال ومساعد مدير إدارة التثقيف، فيقول: ظاهرة اضطهاد الأطفال في المدارس من قِبل أقرانهم لها العديد من الأسباب، وهي ما تعرف علميًّا باسم ظاهرة «التنمر»، وهي ظاهرة مكتسبة قابلة للتعديل، ويتعرض لها نسبة كبيرة من الأطفال، حيث يشعر المعتدي منهم بلذة في الايذاء يمكن أن يكون لفظيًّا، أو بدنيًّا، ويمكن التعامل معها بشكل تربوي مناسب، وذلك من خلال المتابعة والعمل من قبل المختصين بالمدرسة الموجود بها تلك الظاهرة، والتنسيق مع أولياء الأمور لإنهاء تلك المشكلة من جذورها، وفهم أسبابها. أمّا من ناحية المعتدى عليهم بالتنمر من الأطفال فيجب الاجتماع به، وذويه للعمل على رفع حالته النفسية وتقدير الذات له وتعزيز ثقته بنفسه وترسيخ فكرة أن تلك الاعتداءات أمر استثنائي عابر، إضافة إلى أهمية تدريبه على التحكم بغضبه وتأثيرات الغضب السلبية، لأنه مع استمرار الحالة الاضطهادية يؤثر ذلك على نموه المعرفي، وقد يصل به في مراحل متقدمة الى الانتحار، إضافة إلى خلق علاقات ايجابية بين التلاميذ بحيث يتم الدمج بينهم من الناحية النفسية.