كان العرب قبل السوشل ميديا يتشاجرون فيما بينهم على الوسائل الإعلامية الرسمية. حدة التقاذف وقلة الأدب والمساس بالقيم تقرره أجهزة الدولة المعنية، ولكن لم يعرف تاريخ العرب الحديث أن بلغت حدة التشاتم أن يشتم مثقف عربي شعباً عربياً آخر بأكمله، مع انتشار السوشل ميديا تأكد لي أن الانترنت بالوعة، كما وصفها الكاتب الأميركي توماس فريدمان. تتعرض المملكة العربية السعودية لحملة إعلامية معادية في محاولة شرسة لتشويه رموزها وقياداتها وتوجيه أقذع الاتهامات لسياستها الخارجية والداخلية. بالإضافة إلى ذلك نشاهد على الشاشات حفلات حرق علم المملكة مع صرخات التشكيك والتخوين في مواقفها حيال القضايا العربية والإنسانية، وفي الليل تأخذ هذه الحفلات طريقها إلى قناة العالم الإيرانية والجزيرة القطرية وقنوات الإخوان المسلمين في تركيا. نتحدث عن الجيوش الإلكترونية التي تمولها جهات معادية كإيرانوقطر ولكننا ننساها أثناء الغضب لنقع في الفخ المنصوب بإحكام. يصبح موقف بعض إعلاميينا متناقضاً مع الأهداف الاستراتيجية لبلادهم. عندئذ تقوم القنوات المذكورة أعلاه بعرض مفصل لتغريدات الإعلاميين والمثقفين السعوديين الذين وقعوا في الفخ. تعلن إيران على رؤوس الأشهاد سيطرتها على أربع أمم عربية. لبنان والعراق وسورية واليمن. ولا شك أن الهوجة المندلعة بين بعض الأشقياء من المملكة وعدد من الفلسطينيين المأجورين سوف تجعل إيران تعلن قريباً ضمها الشعب الفلسطيني إلى هذه الأمم العربية التي تغلغلت فيها. عندما قررت المملكة طرد إيران من اليمن لم تلجأ لقوتها وحدها وهي قادرة ولكنها وضعت العرب أمام مسؤولياتهم فتشكل على الفور جيش التحالف الذي يقاتل في اليمن من أجل استرداد الشرعية والأهم عودة اليمن للحضن العربي. هل معنى هذا أن نقاتل في الجنوب بدماء جنودنا لنربح اليمن وبالبذاءات المتبادلة نسلم فلسطينللإيرانيينوالقطريين. كيف نفكر في استعادة الشعوب العربية التي استولت على مشاعرها إيران بالخداع وفي الوقت نفسه يظهر من بيننا من يدين شعباً عربياً بأكمله في صميم وجوده ويعيره ببؤسه ويعلن التخلي عنه. كيف سنكسب الثقة. بجيش إلكتروني ومجموعة من المؤجرين الفلسطينيين تفوز إيران بالقضية الفلسطينية دون أن تنزف نقطة دم واحدة وبنفس الخطورة نسمح لإيران أن تفوز بالشعوب العربية التي شكلت القضية الفلسطينية على مدى مئة عام معيار انتمائهم للعروبة والإسلام. مجموعة من الفلسطينيين المنتمين للمنظمات الجهادية والإخوان المسلمين المؤجرين من قطر أو إيران وبعض المرضى استطاعوا أن يدفعوا مثقفين معتبرين في المملكة إلى الانخراط في حفلة شتائم معيبة وأن يسيئوا للقيم والعدالة.