مما لا شك فيه أن العلاقات السعودية الإماراتية علاقات لها جذور وعمق إستراتيجي ضارب في أعماق التاريخ منذ قديم الزمان، فالجوار وأخوة العروبة والدين عمقت من تلك العلاقات.. فالإمارات تقع في شرق شبه الجزيرة العربية تطل على الشاطئ الجنوبي للخليج العربي لها حدود برية وبحرية مع المملكة.. هذا الموقع الإستراتيجي للدولتين على الخليج العربي جعل بينهما كثيراً من المصالح المشتركة بل امتدت علاقاتهما لتشمل كثيراً من أوجه التعاون الذي يظهر لنا واضحاً منذ قديم الزمان، فالدولتان يمثلان عمقاً إستراتيجياً لكليهما. وبالرغم من تلك العلاقات التاريخية القديمة إلا أنه يظهر لنا مدى تقارب وجهات النظر وعمق العلاقات في الآونة الأخيرة من خلال التطابق في كثير من وجهات النظر من خلال رؤية مشتركة بينهما وهذا ما أشارت إليه رئيس مركز الإمارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي، إن «العلاقات بين الإمارات والسعودية لم تكن قوية في أي مرحلة سابقة مثلما هي اليوم، فالبَلَدان تجمعهما رؤية مشتركة متكاملة تتأسس على أولويات تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية والتعاون الجماعي، إن العلاقات الإماراتية - السعودية بشكل خاص، كانت ومازالت تتميز بنمط استثنائي من التقارب والتناغم الشديدين». وأضافت أن «دولة الإمارات دأبت، منذ عهد مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على اعتبار المملكة عمقاً إستراتيجياً لدولة الإمارات، وسط محيط إقليمي متقلب، يسوده الاضطراب وعدم اليقين». وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة المضطرب يبرز التحالف الإماراتي - السعودي بوصفه إطاراً إستراتيجياً لتقارب وجهات النظر لدى البلدين الشقيقين بشأن الأولويات والتهديدات والفرص والتحديات.. كل هذا جعل من الإمارات – والمملكة عمقين متأصلين لبعضهما البعض وتكوين حلف قوي يمكن من خلاله أن تتحقق كثير من الغايات لتلك الدولتين، وأصبح هناك تطابق في وجهات النظر والمواقف الدولية لا سيما ما يظهر لنا الآن من تطابق بين البلدين في كثير من الأحداث الأخيرة، وما تحالف عاصفة الحزم التي دعت لها المملكة وشاركت فيها الإمارات إلا اتساق ودليل واضح على عمق العلاقات بين هذين الدولتين الكبيرتين.. فالمملكة حريصة كل الحرص على علاقاتها مع دولة الإمارات وكذلك دولة الإمارات تبادلها الحب والوئام بل ويتعدى ذلك الأمر إلى العلاقات الأخوية بين مواطني الدولتين وسهولة التنقل بينهما باتفاقيات واضحة تعزز تلك الأخوة في جميع المجالات وأوجه التعاون.. حفظ الله المملكة والإمارات وقيادتهما الرشيدة وجعلهما دائماً وابداً مثالاً يحتذي به جميع دول المنطقة في كيفية التعامل وحسن الجوار.