هناك بعض الأخطاء في فهم شرح بعض معاني الألفاظ، من قبل بعض المؤلفين، التي تقع منهم في كتبهم، فقد اكتشفت هذه الأخطاء من خلال تصفحي لبعض الكتب والمؤلفات، وبما أن هذه الأخطاء ليست كل الأخطاء، بل هي نماذج للكثير من الأخطاء، فإنني رأيت أن أقوم بتصحيح بعض من هذه الأخطاء. وليعلم القارئ أن الأخطاء في الكتب واقعة لا محالة، سواءً بسوء فهم بعض المعاني، كما هي الحال في هذا الموضوع، أو بالأخطاء غير المقصودة، ومنها سقوط كلمة، أو حرف أو غير ذلك، مما يفقد الجملة معناها الصحيح، ففي هذه الأحوال فإنه من الواجب على القارئ أن يتحرّى الدقة في الحكم على فهم المعاني، كما أن لا يحكم على كل ما لم يعرف معناه بأنه خطاء، تحاشياً لمعنى قول القائل: فكم من عائبٍ قولٍ صحيحٍ وآفته من الفهم السقيمِ ومن تلك الأخطاء المشار إليها: * الخلوج: الناقة التي وضعت من جديد حواراً وتركته مكانه لا يستطيع المشي معها لصغره والصحيح: الناقة التي فُرد عنها ولدها بموت أو بغيره، فتحن وتبحث عنه حتى تيئس منه، ثم إذا لم يكن معها ولدٌ سميت مِسيافاً، وفي العامية سفتاً، أي بدون ولد. * تزوع: تسير والصحيح: تندلق سائرة * تكالت: تدافعت والصحيح: تجمّعت * خايع: الخايع النبات الملتف والصحيح: مهبط الأرض الذي يشبه الوادي وهو الوارد في بيت الشِعر الآتي: وتبكيك وضحٍ ربّعت بالزباره إلى قزن من خايعٍ ما يردن * ربعه: والصحيح: ذوده، في بيت الشعر الآتي: جينا وربعه قوطرو في نحانا مثل القطيع اللي شعته الذيابه الصحيح: جينا وذوده قوطرت في نحانا مثل القطيع اللي شعته الذيابه * خرايمه: جمع خريمة وهي مجرى السيل الملتف بالشجر والصحيح: خلوله أو مجازاته: وهي الطرق عبر النفود. * السبيب: ذيل الفرس والصحيح: شعر ذيل الفرس. o شبّاب ضو المنارة: النار يوقدها في المرتفع لضيوفه والصحيح: كثير عمل القهوة: كناية عن الكرم. * كنهن الشنينا: ضامرات كنهن الشنان والصحيح: شهب يشبهن لون الشنينة، وهي اللبن المخلوط بماء وهو يعني أنهن شهب فيروعن العدو كما تروع الذيابة الغنم، لأن الشهبة من لون الذيابة أيضاً في البيت الآتي: نركب على اللي كنهن الشنينا خيل الصحابه ما اعترضها حصانا * عرجدن المظاهير: التمّت الظعائن والصحيح: أسرعت الظعائن جافلةً من غارة. o يهملج: ينام والصحيح: يغفو. * الدِّر بكسر الدال المشددة الحليب شمخ الذرا: الإبل وهذا صحيح ولكن الأحسن قول: الدَرّ: اللبن، أي بفتح الدال وتشديد الراء. شمّخ الذِرى: كناية عن الإبل، شمّخ: جمع شامخ، بمعنى عالي الذِرى: جمع ذِروة وهي وبر أعلى سنام البعير، وتسمّى الشَعَفَة. كما يكنى عن الإبل بشمّخ النيّب: أي طوالع الأنياب، وهي الأسنان التي تطلع عند بلوغ البعير سن التاسعة من عمره ويراد بشمّخ النيّب الكناية عن اكتمال العمر والقوة لدى الإبل وذلك في البيت الشعري الآتي: الأجواد مثل الدر من شمّخ الذرا والأنذال مثل الشري مرٍّ شرابها * سقط في خبارة (جحر جربوع)، والصحيح الخبارة: قرية الفئران، وهي مجموعة حجارةٍ متجاورة، يسقط فيها الآدمي والفرس وغيرهما. * ينذخ بحسه: النذخ: نباح الكلب حال جريه والصحيح: يفتخر بصوته: وإن جاك خطو النذل ينذخ بحسه متعمدٍ والدرب عيا يدله * جنوب البل حراب: لأن المعارك عندها عادة والصحيح: إن وبر جنوب الإبل إذا لمسه الإنسان وجده يطعنه كطعن الحراب، وذلك عندما تشعر بقرب هجوم قوم غزوٍ عليه، حينئذ تظل تتلفت يميناً وشمالاً، ولا تتجر كما هي الحال بها إذا كانت مستأنسة لا شيء يريبها ويذيرها. o منادي الحدادير: الورد على الماء والصحيح: منادى الحدادير: مصاوت الحدرات، وهي القوافل التي تنحدر من شبه الجزيرة العربية إلى شرقها أو شمالها في طلب التموين. والمَدَد، وتسمى الحدرة بالمديد، أي المَدَد، بمعنى العون والغوث والمقصود هنا من منادى الحدادير أي مثل أصوات الحدادير بالكثرة، حين تختلط أصواتها وهم لا يعرفون بعضهم بعضاً، وذلك في بيت الشِعر الآتي: ضيوفهم شروى منادى الحدادير وحيلٍ لها عوص النضا يذبحنا * أحوك: الحار والصحيح: أحوك أو أحوه: بمعنى "أح"، ويقصد به الكناية عن الحار، أو نحوه مما يضر، وهو اسم فعل يخاطب به الأطفال الذين لم يبلغوا سن العقل، ويراد به هنا التشبيه، والاستخفاف بالمخاطب وتقليل شأنه وذلك في بيت الشِعر التالي، وهو يتكلمّ عن فنجال القهوة: وصبه وعدّه عن خطاة السلاقي يقلط على البارد ويقصر عن أحوك نافل علي الحربي