أكد رئيس مجلس إدارة بنك الرياض م. عبدالله محمد العيسى، أن الحملة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ضد الفساد ستعزز الثقة العالمية بالاقتصاد السعودي وبالبيئة الاستثمارية السعودية، مبيناً أن غياب الشفافية والعدالة يعتبر من أكبر المشاكل التي قد تؤثر على البيئة الاستثمارية في أي دولة في العالم، وأن أكبر عدو للاقتصاد والطارد للاستثمار هو الفساد. وأكد العيسى في حديث ل»الرياض» أن العاملين في القطاع الخاص، وفي القطاع المصرفي تحديداً يثمنون للقيادة هذه الإجراءات الحازمة والصارمة تجاه الفساد والمفسدين، وتدعم جهود لجنة مكافحة الفساد برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مشيراً إلى أن الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة مهمة وضرورية ومن شأنها تعزيز الشفافية وتهيئة البيئة الاستثمارية الآمنة في المملكة، موضحاً أن المستثمر يبحث عن بيئة يكون فيها النظام نافذاً على الجميع ولا يستثني أحداً، متسماً بالشفافية. وتطرق في حديثه الى ما لوحظ من تراجع في أداء البنك في السنوات الأخيرة، مشيرا الى أن مجلس الإدارة سعى إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الحالية، وقرر تطوير استراتيجية جديدة من شأنها إحداث نقلة نوعية في أداء البنك على كافة الأصعدة من الأنظمة والصلاحيات ورفع مستويات الأداء، وقد كلف الإدارة بالعمل على إعداد ملامح تلك الاستراتيجية، وبناءً عليه، فقد شهد هذا العام إطلاق استراتيجية بنك الرياض 2022 والتي تهدف لأن يتبوأ بنك الرياض مكانته بين البنوك في المملكة العربية السعودية من حيث الريادة وليصبح الاختيار الأول للعملاء في عام 2022 بمشيئة الله. وفيما يلي نص الحوار: ستون عاماً على التأسيس * مع اقتراب إسدال الستار على سنة 2017 وهو العام الذي يتزامن مع احتفالكم بمرور 60 عاماً على تأسيس بنك الرياض، كيف امتازت هذه السنة عن سابقاتها بالنسبة لأداء ونتائج البنك؟ * بداية، أتقدم بجزيل الشكر والعرفان، لزملائي في بنك الرياض في جميع مواقعهم ومراكزهم، فقد بذلوا جهداً مميزاً ولافتاً وكانوا حقاً مصدر فخر لنا وعلى قدر ثقتنا بهم، فلم يبخلوا بوقتهم وجهدهم في سبيل تحقيق أهداف ورؤية البنك وخدمة مساهميه وعملائه. نعم، 2017 هو عام مختلف ومميز، والأسباب تتعدد هنا، فمن جهة، صادف هذا العام احتفالنا بمرور ستين عاماً على تأسيس البنك، كأول بنك سعودي 100 %، ولم يكن -بفضل من الله- بنكاً عابراً على هامش تاريخ القطاع المصرفي السعودي، بل نجح بفضل الله ثم بفضل رجال وسيدات أمضوا أعمارهم في خدمة البنك وعملائه ومساهميه، متسلحين بالإخلاص والمثابرة والطموح حتى نجح في تثبيت جذوره ليكبر سنة بعد سنة ويلامس آفاقاً بإنجازات فريدة ونوعية. واليوم، بنك الرياض من أكبر البنوك في المملكة العربية السعودية من حيث رأس المال ومن أكبر المؤسسات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط بأكثر من 350 فرعاً منها 81 فرعاً للسيدات، و2500 جهاز صراف آلي، وندرك في بنك الرياض أن الريادة والصدارة ليست عناوين للترف والاستعراض الدعائي، بل هي مسؤولية كبيرة تحتم علينا أن نوظف خبراتنا المصرفية ومكانتنا في خدمة الاقتصاد الوطني. وبالتزامن، ولما لوحظ من تراجع في أداء البنك في السنوات الأخيرة، لذا سعى مجلس الإدارة إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الحالية، وقرر تطوير استراتيجية جديدة من شأنها إحداث نقلة نوعية في أداء البنك على كافة الأصعدة من الأنظمة والصلاحيات ورفع مستويات الأداء، وقد كلف الإدارة بالعمل على إعداد ملامح تلك الاستراتيجية. وبناءً عليه، فقد شهد هذا العام إطلاق استراتيجية بنك الرياض 2022 والتي تهدف لأن يتبوأ بنك الرياض مكانته بين البنوك في المملكة العربية السعودية من حيث الريادة وليصبح الاختيار الأول للعملاء في عام 2022 بمشيئة الله. ويضاف إلى ما سبق، تطوير الأداء المالي المستمر، والتطور النوعي في الخدمات المصرفية والإبداع التقني وتنويع المنتجات وتحسين جودتها وتوسيع قاعدة المستفيدين منها، والتوسع في برامج ومبادرات خدمة المجتمع، وغيرها من المحطات المضيئة في مسيرة البنك خلال 2017 التي سنفرد لها مساحة واسعة في التقرير السنوي للبنك. أبرز الانجازات * لو تستعرض لنا ما هي أبرز الإنجازات التي تحققت خلال هذا العام، ولو بشكل مختصر؟ * الحقيقة، وبالرغم من التحديات الاقتصادية، 2017 كان عام انفراد البنك بابتكار المنتجات والخدمات والحلول المصرفية بلا منازع، فعلى سبيل المثال، بنك الرياض كان أول بنك سعودي يطلق خدمة البصمة الصوتية، والسوار الذكي وملصق الجوال للدفع عبر نقاط البيع، وأول بنك يتيح لحاملي بطاقة مدى سحب أربع عملات عبر جهاز صراف آلي للعملات، وكذلك تطبيق المحفظة الإلكترونية وغيرها من الخدمات الفريدة. كما عزز البنك حضوره الفاعل في المحافل الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية، كما حصل على العديد من الجوائز والدروع التكريمية لدوره في دعم ورعاية المبادرات والمشاريع والبرامج والأنشطة المجتمعية والتعليمية والثقافية والاقتصادية. على صعيد النتائج المالية وفي ظل المتغيرات والتحديات الاقتصادية الراهنة استطاع البنك الحفاظ على استقرار نسبي وبتراجع محدود حيث حقق بنك الرياض 2,972 مليون ريال كأرباح صافية لفترة التسعة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2017م بانخفاض طفيف 2.53 % عن نفس الفترة من العام السابق، وقد استمر البنك في التركيز على الأنشطة المصرفية الرئيسة والمحافظة على مركزه المالي ومتانة أصوله الاستثمارية حيث بلغت الاستثمارات 46,883 مليون ريال مقارنة بمبلغ 44,009 مليون ريال وذلك بارتفاع قدره 6.53 %، وعلى الجانب الآخر سجلت القروض والسلف تراجعاً محدوداً. إستراتيجية البنك 2022 * أشرت إلى إستراتيجية البنك 2022، ما هي أبرز ملامحها وما أهدافها؟ * إن سر نجاح بنك الرياض في الحفاظ على ريادته وصدارته للقطاع المصرفي على مدار عقود هو قدرته على مواكبة التطورات واستقراء التحديات الاقتصادية، ومتطلبات العملاء المستقبلية، فنحن نعيش الحاضر وأعيننا على المستقبل، لذا بدأنا العمل على برنامج شامل للتحول يرتكز على أربعة محاور رئيسية: التركيز على تحسين جودة خدمة العملاء، وتقديم أفضل الخدمات والمنتجات للأفراد والشركات بجميع احتياجاتهم، حيث يعد رضا العملاء هو مقياس النجاح المشترك الرئيسي لجميع إدارات البنك. فيما تركز المحاور الثلاثة الأخرى على الابتكار والإنتاجية وبيئة العمل بما يضمن أفضل الممارسات. وقد شارك منسوبو ومنسوبات البنك في صياغة وتحديد أولويات ومحاور استراتيجية 2022 والتي باركها مجلس الإدارة لأنها منا وإلينا وبالتأكيد تعتمد على موارد البنك كافة البشرية والبنية التحتية من فروع ومنتجات وخدمات وما حققه البنك عبر العقود الستة، في سبيل تحقيق أهدافها ومضامينها، حيث نطمح في نهاية المطاف لتطوير الخدمات وتحسين جودتها، وابتكار الحلول المصرفية وتنويع المنتجات بما يواكب مسيرة التنمية في المملكة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وصاحب السمو الملكي، ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله ورعاهما بما فيه خير هذا الوطن العزيز. نعتز بمرور 60 عاماً على تأسيس أول بنك سعودي 100 % أمضاها رجال وسيدات سعوديون في خدمة اقتصاد وطنهم وعملاء البنك نظرة متفائلة للمستقبل * حديثكم يوحي بأن لديكم نظرة متفائلة للمستقبل، ما هو مصدر هذا التفاؤل مع ما يشهده العالم من تحديات اقتصادية وفي ظل الأزمات التي تعاني منها المنطقة والإقليم؟ * التفاؤل والعمل الجاد هما ديدننا الفطري، ولِمَ لا، لدينا قيادة حكيمة تتبنى رؤية إصلاحية غير مسبوقة في تاريخ المملكة، فنحن أمام مرحلة جديدة يقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، على كافة الأصعدة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية. ولدينا رؤية المملكة 2030 فبالإضافة لما تحمله من خارطة طريق اقتصادية طموحة، إلا أن أهم ما طرحته هو التحول الجذري في الفكر الاقتصادي للدولة، بعد عقود طويلة من رهن الاقتصاد السعودي بالنفط، والنهج الاقتصادي الريعي الذي يحمل الدولة فوق طاقتها ويضعها أمام تحديات لا يقدر القطاع العام بمفرده على مواجهتها دون شراكة فاعلة وحقيقية وناجحة مع القطاع الخاص. لجنة مكافحة الفساد * وكيف تنظرون إلى إجراءات لجنة مكافحة الفساد وتأثيرها على بيئة الاستثمار؟ * واحدة من أكبر المشاكل التي قد تؤثر على البيئة الاستثمارية في أي دولة في العالم، هي غياب الشفافية والعدالة، وأكبر عدو للاقتصاد والطارد للاستثمار هو الفساد، لذا نحن في القطاع الخاص، وفي القطاع المصرفي تحديداً، نُثمّن للقيادة هذه الإجراءات الحازمة والصارمة تجاه الفساد والمفسدين، وندعم جهود لجنة مكافحة الفساد برئاسة صاحب السمو الملكي، ولي العهد، ونرى أن الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها هامة وضرورية ومن شأنها تعزيز الشفافية وتهيئة البيئة الاستثمارية الآمنة في المملكة، فالمستثمر يبحث عن بيئة يكون فيها النظام نافذاً على الجميع ولا يستثني أحداً، متسماً بالشفافية. والأهم من ذلك، أن هذه الإجراءات ستعزز الثقة العالمية بالاقتصاد السعودي وبالبيئة الاستثمارية السعودية، وأنا متفائل أننا سنلمس أثر تلك الإجراءات في المدى القريب عبر تدفق الاستثمارات الأجنبية وعقد المزيد من الشراكات الاقتصادية مع القطاع الخاص الأجنبي. الثورة الصناعية الرابعة * العالم على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة، والخبراء يعتبرونها التحدي الأكبر الأخطر الذي يواجه الدول حالياً، برأيكم ما هي قدرة الاقتصاد السعودي على مواكبة هذا التحدي؟ * اسمح لي أن أصحح لك، نحن لم نعد على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة، بل نحن نعيشها بالفعل اليوم، فهذا المفهوم الذي أطلقه كلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، هو أساس رؤية 2030، التي ستنقل المملكة إلى مصاف الدول في الاقتصاد المعرفي والرقمي، بما يليق بالمكانة العالمية للمملكة كقلب للعالمين العربي والإسلامي، وموقعها الاستراتيجي المميز في مركز عالمي بين ثلاث قارات. وهو، أيضا، ما يجسده مشروع (نيوم)، مدينة المستقبل القائمة بشكل تام على التكنولوجيا الحديثة والمتطورة في كافة المجالات والقطاعات. أضف إلى ذلك بأن أحد أهم أهداف الرؤية بأن تصبح المملكة مركزاً عالمياً للاستثمار، وهذا حتماً يتطلب التحول من الاقتصاد القائم على رأس المال إلى الاقتصاد المعرفي (الاقتصاد الرقمي) عبر إعادة هيكلة الاقتصاد وتطوير التشريعات والعمل على تكوين وعي وثقافة الأفراد ليتمكنوا من مواكبة التطور والتحولات المستمرة. التحول الاقتصادي * ولكن، هناك من يتخوف من الآثار السلبية للوتيرة المتسارعة للتحول الاقتصادي، ألا تتفق مع هذا الرأي؟ * التحول الاقتصادي يشكل ضمانة لتحصين المملكة من تذبذبات اقتصادية نتيجة تقلبات أسعار النقط، وقلة الطلب العالمي بعد توجه العالم نحو الطاقة البديلة كخيار بديل عن الطاقة التقليدية، وهذا من شأنه أن يضعف من قدرة الدولة على تنفيذ مشاريع التنمية وتلبية احتياجات مواطنيها، لذا فالتحول الاقتصادي جاء في وقته كوصفة وقائية للحفاظ على مكتسبات ومنجزات المملكة وعلى مكانتها القيادية ودورها المؤثر في المنطقة والعالم. ونحن في بنك الرياض نتطلع بتفاؤل وشغف كبيرين لما تحمله رؤية القيادة من مشروع نهضوي تقدمي سيمنح المملكة مكانتها الاقتصادية التي تستحقها بين الاقتصاديات الكبرى في العالم، وستمنح الأجيال الشابة فرصاً للابتكار والإبداع وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم لوطن يتسع لسقف توقعاتهم. دور القطاع الخاص * هناك دور كبير للقطاع الخاص في عملية التحول الاقتصادي وتنمية البلاد، من خلال مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي. ما هو دور القطاع المصرفي تحديداً في عملية الإصلاح المستمرة للاقتصاد السعودي؟ * النظام المصرفي هو ركيزة أساسية في عملية التحول الاقتصادي، وهو من أكثر القطاعات تأثراً وتأثيراً في هذا المضمار، فنحن في بنك الرياض على سبيل المثال، لنا باع طويل في مواكبة التطور التقني: وذلك من خلال ما بناه البنك في الماضي من قنوات إلكترونية، فعلى سبيل المثال لا الحصر بدءاً من أجهزة الصرف الآلي والتي مكنت العملاء من سداد فواتير الخدمات العامة والحكومية لحين انطلاق "سداد"، ونقاط البيع، والخدمات المصرفية عبر الإنترنت رياض أون لاين سواء للأفراد أو الشركات، ثم بطاقات الشراء بدون لمس وما توفره من مرونة وحماية، وقنوات التفاعل المباشر مع العملاء، وخدمات الدفع الإلكترونية (Riyad Pay App)، بالإضافة إلى ما شهده مركز اتصالات العملاء من تطوير ليشمل 28 نشاطاً مستقلاً، للمساهمة في إثراء تجربة العميل، وغيرها. أطلقنا إستراتيجية جديدة في بنك الرياض ستحقق نقلة نوعية في خدمة عملائنا وأما فيما يخص التحول الرقمي، فقد تبنى البنك استراتيجية التحول الرقمي منذ سنوات، من خلال المصرفية الرقمية التي شهدت في السنوات الأخيرة نقلة نوعية لافتة، فقد أصبح بإمكان العملاء إجراء معظم معاملاتهم المصرفية عبر قنوات رقمية إلكترونية دون الحاجة لزيارة الفروع، وأصبحت الخدمات متوفرة عبر الجوال أو ساعة اليد الذكية على مدار الساعة ومن أي مكان وبأعلى وأدق معايير الأمان. وبالعودة لرؤية 2030 فنحن في القطاع المصرفي، ننظر لها باعتبارها مساراً ستتخذه المملكة لبناء دولة حديثة واقتصاد مزدهر يتصف بالديناميكية والتطور، فهي ترسم التوجهات والسياسات العامة للمملكة، والأهداف والالتزامات الخاصة بها، لتكون المملكة نموذجاً رائداً على كافة المستويات. وأكدت الرؤية على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص، وتطلعت إلى مساهمته في إجمالي الناتج المحلي من % 40 – 65 %، ولقطاع البنوك دور محوري في تحقيق هذا الهدف من خلال ما تقوم به من دور تمويلي واستثماري لقطاعات السوق على اختلافها من شركات وأفراد، ومساهماته الكبرى في عمليات التمويل المشترك والمهيكل، بالإضافة إلى دعم وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي تعد العمود الفقري للاقتصاديات الحديثة، فهي توفر فرص تشغيل للعاطلين عن العمل ويفتح أفقاً للشباب الطموح والمبدع والمبتكر لتأسيس مشروعه الخاص وتطويره للمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني، وبالتالي ننتقل من مفهوم التوظيف إلى التشغيل حتى نخفف من كلفة التوظيف في القطاع العام الذي يثقل كاهل الموازنة العامة للدولة ولتمكين الشباب من إبراز مواهبهم وقدراتهم بشكل يعود بالفائدة عليهم وعلى المجتمع والوطن. ما يميز بنك الرياض * ما الذي يميز بنك الرياض عن باقي منافسيه في القطاع المصرفي؟ * بصراحة، نحن في بنك الرياض نتطلع إلى الاستمرار في تقديم أفضل وأرقى الخدمات والمنتجات المصرفية لعملائنا، والتميز في جودة ونوعية الخدمات المقدمة لهم، وتعزيز ثقة المساهمين بالأداء المالي للبنك ليحققوا الأرباح المأمولة، والمساهمة في خدمة الاقتصاد الوطني، دون أن نغفل الدور الوطني ومسؤوليتنا الاجتماعية التي تعد أولوية قصوى ضمن سياستنا المصرفية، لأننا ندرك بأننا مدينون لهذا الوطن العزيز بالكثير وعلينا واجب تجاهه وتجاه أبنائه وبناته على امتداد أراضيه. ولأننا نصب اهتمامنا وجهدنا في تطوير وتحسين أدائنا، نجحنا في تحقيق العديد من الإنجازات التي وضعتنا في صدارة القطاع المصرفي في أكثر من مجال، سيما مجال التمويل المصرفي، والمصرفية الرقمية إذ لنا في بنك الرياض تجربة رائدة في مجال التمويل حيث تصدرنا على مدار العام البنوك السعودية في هذا المضمار، من خلال برنامج كفالة لتمويل المنشآت المتوسطة والصغيرة، وهذا جزء من إسهامات بنك الرياض المواكبة لتطلعات ومتطلبات تحقيق رؤية المملكة 2030 في تمكين قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة من لعب الدور المناط به والمتمثل بالمساهمة في إجمالي الناتج المحلي بنحو 35 % عام 2030. إضافة إلى سياسة توطين الوظائف التي ينتهجها البنك لتوفير فرص عمل والمساهمة في التخفيف من معدلات البطالة في صفوف السعوديين من الجنسين، دون تمييز أو تفريق، حيث تبلغ نسبة التوطين الإجمالية 94 %، فيما تبلغ نسبة الموظفات أكثر من 26 % من مجموع منسوبي البنك وكلهن سعوديات، مع طموحنا الدائم لزيادة هذا المعدل في المستقبل. كما يضطلع البنك بدور كبير في مجال المسؤولية الاجتماعية من خلال دعم وتمويل برامج ومبادرات لتنمية المجتمع وتمكين أفراده بمختلف فئاتهم . وكما أشرت في البداية، أطلقنا في عام 2017 العديد من العروض المصرفية النوعية وغير المسبوقة على الصعيد المحلي، إن كان في مجال التمويل، أو في مجال ابتكار الحلول المصرفية الرقمية التي ساهمت في التسهيل على العملاء وضمان أفضل وأجود الخدمات المصرفية على الإطلاق. التوقعات المستقبلية * ما هي توقعاتكم المستقبلة لبنك الرياض خلال العام المقبل، وبماذا تعِدون مساهمي وعملاء البنك؟ * نعدهم بمواصلة العمل بكل إخلاص وتفانٍ، وفاءً لهم ولثقتهم التي نستمد منها العزم والقوة والأمل، فنحن ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، ونتطلع إلى تحقيق أهداف استراتيجية 2022 بالكامل، ونتطلع خلال الأعوام الخمسة المقبلة إلى تعزيز مكانة البنك في صدارة القطاع المصرفي السعودي من خلال تعزيز حصته السوقية وزيادة نسب النمو في الأرباح والمكاسب وتطوير وتحسين خدماته ومنتجاته المصرفية. وسيواصل البنك خططه للتحول الرقمي، وأتمتة جميع معاملاته المصرفية، وتوسيع انتشاره في كافة مناطق المملكة، من خلال أجهزة الصراف الآلي والفروع الرقمية، كما نسعى لتوسيع قاعدة المستفيدين من برامج ومبادرات خدمة المجتمع وتعزيز شراكتنا مع المؤسسات والجمعيات الخيرية والإنسانية. أما منسوبو ومنسوبات بنك الرياض فسيكون لهم نصيب الأسد من اهتمامنا، حيث سنسعى لتطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم وتحسين بيئة العمل، فهم ثروتنا الحقيقية التي نوليها جل اهتمامنا. أطلقنا استراتيجية بنك الرياض 2022 عبدالله العيسى