خطط إستراتيجية بعيدة المدى، مشاريع عملاقة، رؤى طموحة، نهضة اقتصادية جديدة تشهدها البلاد.. ستعيد توازن القوى وستعزز من نمو الاقتصاد الوطني.. اليوم.. تغيرت الموازين، وتبدلت المفاهيم، وسقف الطموح لا حدود له. فتلك المشاريع المزمع انطلاقتها، تتواكب مع نهضة تعليمية كبيرة تقودها البلاد في الداخل وتمولها في الخارج لتفرز مخرجات تلبي متطلبات سوق العمل.. وسط شح الوظائف في القطاع الحكومي، اليوم.. نحتاج فقط موازنة ما بين مخرجات التعليم ومتطلبات القطاع الخاص.. فهنالك 114 ألف مبتعث ومبتعثة (وفقاً لآخر إحصائية رسمية) حالياً، في جامعات عالمية، معتمدة من قبل وزارة التعليم.. يتحدثون لغات عدة وبتخصصات كثر.. اطلعوا على ثقافات شعوب، وشاركوا في مؤتمرات عالمية، ونهلوا من منابع العلم خلال مسيرتهم التعليمية. هؤلاء جميعاً حالمون.. متفائلون.. يتخيلون آمالاً يرونها تلوح في أفق الوطن.. يحتاجون إلى برامج "إحلال" حقيقية بعيداً عن سعودة محلات "الخضار" و"البقالات".. فتلك الفئات الحالمة تتطلع إلى مستقبل وظيفي يلبي حجم الطموح. نتمنى معالجة ملفات "البطالة".. وتحديث الأنظمة بما يتوافق مع حجم المؤهلات.. وتقليص نسب العاطلين والعاطلات.. فالقادمون إليكم جاهزون لخدمة وطنهم ومجتمعهم.. وفقاً لتخصصاتهم.. فافسحوا لهم الطريق.. لنبدأ ببرامج "التوطين" الهرمي، ونزيل المعوقات، بدءاً من (الوظائف العليا) في شركات ومؤسسات القطاع الخاص لا من (الوظائف الدنيا).. هؤلاء العائدون تتجه أنظارهم نحو القيادات، حالمون بقيادة وطنهم.. سئموا العمل في الظل، فقد صقلوا مواهبهم ليكونوا قادة بعد سنوات من الغياب.. ليتولوا زمام الأمور في بلدهم.. احجزوا لهم مقاعد.. أبناء الوطن وبناته أولى.