أكد الباحث د. حسان الرديعان أن الأفكار بعد القرن السادس مكررة من العصور السابقة، وأشار لما رآه ابن خلدون في نظرية المثل في التاريخ. وقال: منذ نهاية الدولة العباسية في 656 هجرية لم يكن هناك أفكار جديدة. وتساءل عن تأثير المجال السياسي والعرقي وأنه نتاج تنافس منذ ما قبل الإسلام. كان ذلك في محاضرة بعنوان: "تاريخ الأفكار.. قراءة معرفية" ألقاها الرديعان في نادي حائل الأدبي بدأها بتساؤل.. لماذا هذا الموضوع عنوان لهذه المحاضرة؟ تاريخ الأفكار أو تاريخ العلوم؟ لأن الموضوع إحدى لبنات الوعي المعرفي، وتاريخ العلوم من التخصصات النادرة، وقراءة التاريخ لها مدارس منها التاريخ المادي، والسياسي، والاجتماعي. وتطرّق د. الرديعان لعدّة مداخل لدراسة تاريخ الأفكار في الإسلام ومنها نظرية تطوّر الأفكار والفلسفات وتغيرها، وتاريخ الأفكار داخل دائرة الإسلام والتأمل السريع للتيارات التي ظهرت في تاريخ المسلمين، وظهور الفرق المخالفة منذ القرن الأول. وتحدث عن الإرجاء، وإسراف الجبرية، وظهور المعتزلة القدرية، ومسيرة التيارات الفكرية في القرون الهجرية الثلاثة الأولى، وقال إن الإرجاء موجود في النصرانية، وإن أفكار الباطنية مستوردة، ونوّه بالتناسخ في الديانات الآسيوية داخل الدائرة الباطنية. موضحاً أن هناك أفكاراً تلبست بالإسلام. وتحدث عن العصرانية وهي إعادة تأويل الدين حسب ما يناسب العصر. وعن نظرية الأنسنة وهي جعل الإنسان مدار الأشياء. وكذلك عن نظرية النسبية وهي أن لا تعطى الحقائق كاملة. وأكد أن ظهور الأحداث العظمى مثل سقوط الأندلس والدولة العثمانية وسقوط بغداد والتحولات الكبرى في الحياة البشرية والتحولات الفكرية واختلاف الموقع الجغرافي أدّى لظهور بعض الأفكار كالصوفية في بغداد وخراسان والشام والبصرة والحجاز، وقال إن السياسة لها دور في تاريخ الأفكار. وشدد على أنّه لا بد من القراءة الصحيحة للمذاهب الفكرية والجوانب السياسة والاقتصادية من أجل القراءة الصحيحة لتاريخ لأفكار.