حذرت الخارجية الأميركية الشهر الماضي مواطنيها الذين ينوون زيارة المملكة من خطر الصواريخ الحوثية ومن ضرورة التنبه وأخذ الحيطة في إشارة واضحة لوضع الولاياتالمتحدة الأميركية للحوثيين على قائمة أعدائها وتأتي هذه الخطوة كمقدمة لوجود سياسة أميركية راهنة جادة في موضوع التعامل مع إيران وأذرعها وفي مقدمتهم الحوثيون. فعدا عن العلاقات السعودية الأميركية المتطورة في رسم السياسات الخارجية، هناك علاقات تجارية ضخمة تتطلب تبادل الزيارات، مع وجود جاليات أميركية مقيمة بشكل دائم في المملكة مما يؤكد أن تحذيرات الخارجية تنبئ بوجود قرارات أميركية في طريقها للتنفيذ لسياسة أكثر صرامة تجاه الحوثيين. وأكّد قبل أيام تقرير سري أعده مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة مزاعم الخارجية الأميركية التي اتهمت الحوثيين ومن ورائهم إيران باستهداف المملكة؛ حيث بين التقرير أن بقايا أربعة صواريخ باليستية أطلقها عناصر من مليشيا «الحوثي» على السعودية هذا العام «تبدو من تصميم وتصنيع إيران»، وهو ما يعطي دفعة لمسعى تقوده الولاياتالمتحدة لمعاقبة طهران. وقال المراقبون إن «خصائص التصميم وأبعاد المكونات التي فحصتها الهيئة تتفق مع الخصائص والأبعاد التي تم الإبلاغ عنها بالنسبة للصاروخ قيام-1 الإيراني التصميم والتصنيع الذي يبلغ مداه نحو 500 ميل ويمكنه حمل رأس حربي زنة 1400 رطل وفقا لمنظمة (غلوبال سيكيوريتي.أورج)». وقالت كلير لوبيز «مسؤولة سابقة في وحدة الاستخبارات المركزية «سي اي إيه» ل «الرياض»: إن خطاب الرئيس ترمب في مايو 2017 في الرياض وخطوات أخرى اتخذها البيت الأبيض منذ ذلك الحين تشير إلى وجود دعم قوي من البيت الأبيض لمواجهة التهديد الإيراني الذي يضع الولاياتالمتحدة في خطر فضلا عن المملكة وغيرها من بين شركائنا في المنطقة. مضيفةً بأن حزب الله شارك منذ فترة طويلة في توفير التدريب والدعم بالأسلحة للقاعدة والمليشيات الإرهابية الشيعية في العراق واليمن وحركة طالبان. ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بتصريح مباشر من سلسلة قياديي حزب الله، التي تمتد من لبنان مباشرة إلى قوات الحرس الثوري الإيرانية، وفيلق القدس، وأجهزة الاستخبارات، وفي نهاية المطاف إلى المرشد علي خامنئي. وحول إستراتيجية ترمب ضد إيران تقول «لوبيز» حتى الآن المؤشرات تجعلنا نأمل في أن تكون سياسة الرئيس ترمب تجاه إيران تمثل خروجا كبيرا عن سياسة سلفه، رئيس الجمهورية باراك أوباما ويبدو واضحا مما رأيناه من نقاش محتدم حول الاتفاق النووي الإيراني أن هناك خطوات أكثر جدية آتية في ظل تقاطع مصالح أكثر من طرف في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة إيران فضلاً عن العلاقة المميزة التي طورها البيت الأبيض مع المملكة، فترمب يسعى لوضع سياسة أميركية موحدة وجادة تجاه إيران؛ حيث يدرك الرئيس أن التوسع الجيولوجي الإستراتيجي العدواني لإيران، والدعم المستمر للجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وحزب الله والحوثيين، ومواصلة بناء مجموعة كاملة من أسلحة الدمار الشامل (أسلحة الدمار الشامل - البيولوجية والكيميائية والنووية)، بالإضافة إلى التهديد الإيراني من وقت لآخر بارتكاب إبادة جماعية في إسرائيل فضلا عن سجل إيران المروع بانتهاكات حقوق الإنسان في الداخل ضد مواطنيها، حيث بات النفوذ الإيراني مهدداً لمواطنيه، وللولايات المتحدة وجميع جيران إيران الإقليميين. وتعتبر لوبيز مسألة أمان الممرات المائية في منطقة الخليج أمرا يمس الأمن الوطني للولايات المتحدة الأميركية وعلى ذلك فإن البيت الأبيض يهمه كثيراً تأمين الاستقرار في مضيق هرمز وباب المندب كما يدرك الرئيس ترمب خطورة تهريب الحوثيين لأسلحة وصواريخ باليستية لليمن. وعن الموقف الأوروبي الأقل حزماً مع نفوذ إيران والمتجاهل لارتكابات مليشياتها تقول لوبيز لست متفائلة بالمواقف الأوروبية وسأكون مندهشة لرؤية الدول الأوروبية، ولاسيما الأعضاء في مجموعة 5 + 1 يأخذون مسارا حازما من إيران، والسبب في ذلك، هو العديد من العقود التجارية المربحة التي تسعى الدول الأوروبية إلى توقيعها مع نظام طهران. وأخيراً تطلعنا لوبيز على موقف روسيا الحقيقي من مليشيات إيران قائلة إن أهداف موسكو الإستراتيجية ومواقفها في الشرق الأوسط ليست متطابقة مع أهداف إيران بأي شكل من الأشكال، ويقترب من الموقف السعودي في اليمن ولكن على الأقل في هذه المرحلة الرئيس الروسي لن يواجه مليشيات إيران بشكل مباشر خاصة في سورية، ما أراه هو جهود تقوم خلف الكواليس لخفض التواجد الروسي في سورية وإفراغها من ضمن هذه الصفقة من مليشيات إيران عبر إجبارها على الخروج.