نظم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، موخراً.. حلقة نقاش بعنوان: "القوة الناعمة في الصين منذ عصر ماو إلى عصر شي" ، بحضور رئيس مجلس الإدارة الأمير تركي الفيصل، وعدد من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين. شارك فيها د. وانغ يوتنج، و د. تشاي شاوجن، ومحمد السديري من وحدة الدراسات الآسيوية بمركز الملك فيصل للبحوث. وتحدث في بداية الحلقة د. تشاي شاوجن عن الصناعة الثقافية في الصين والتي تعد عنصراً محورياً في سياسة القوة الناعمة الجديدة وقال: بدأت الصين منذ عام 2000م في التفكير إستراتيجياً في تطوير هذه القوة جنباً إلى جنب مع تطوير منتجاتها الإعلامية والتجارية الأخرى، وأضاف: أن وزارات مثل الخارجية والتعليم والثقافة تعمل معاً لتصميم خطط وبرامج وإطلاق مراكز ثقافية وتعليمية خارج الصين من أجل الارتقاء بالدبلوماسية الثقافية الصينية، مشيراً إلى وجود تعاون ثقافي كبير مع الدول العربية في السنوات الأخيرة مثل معارض الكتب الدولية والمهرجانات الثقافية. وذكر شواجن أن عدد من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص الصينية أنشأت معاهد تعليمية وثقافية وقنوات إعلامية ومراكز طبية خارج الصين، تخدم المهاجرين والجاليات الصينية، وأن هناك زيادة ملحوظة في أعداد السياح الصينيين المتجهين للدول العربية، مؤكداً على أن موسم الحج كجانب ديني وثقافي يلعب دوراً مهماً في تطوير العلاقات الثقافية بين السعودية والصين على سبيل المثال. وتحدث محمد السديري عن بدايات القوة الناعمة للصين منذ الخمسينات عندما أظهرت الصين تضامنها ودعمها للشعوب ومنها العربية ضد السياسات الغربية، حيث استقبلت عدداً من الوفود العربية السياسية والتجارية المؤيدة لتجربة الصين السياسية، كما أنه بعد الثورة الثقافية الصينية خلال الستينات، قامت الصين بطباعة بعض كتبها السياسية وترجمتها إلى اللغات الأخرى ومنها العربية، واستقبلت عدداً من الكتاب والمفكرين والسياسيين العرب، حيث تعلم بعضهم في الجامعات الصينية، وساهموا في الكتابة والترجمة بين اللغتين العربية والصينية. في حين تحدثت د. وانغ يوتنج عن هجرة الصينيين حول العالم مع تركيزها على منطقة الخليج العربي وخاصة الإمارات والتي أصبحت ممثلة في مدينة دبي مكاناً جديداً مفضلاً لهجرة الصينيين في السنوات الأخيرة، في حين كانت منطقة الحجاز الوجهة المفضلة في الماضي وخاصة في الخمسينات. وتضمنت حلقة النقاش حواراً مفتوحاً بين المتحدثين والحضور حول مفهوم وأشكال القوة الناعمة في الصين وسياساتها الخارجية الجديدة، ومواقفها السياسية ودورها الثقافي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط.