سلامٌ عليكِ يا آلاء، أكتب هذه الكلمات من وحلِ شوقي من أنفاسي الضّيقة ومشاعري الحانية، تذكرتكِ على حين غفلة، فوجدتني ساكنة ظاهريًّاً هائجة داخليًّاً، أنا لا أذكر شيئًا ممّا حدث قبل أن نفترق عدا الجدار الآمن الذي كنتُ أسند ظهري إليه، الجدار الذي انهار فجأة وحكم عليّ بالحرمان وتزعزع الأمان، ربما غبطتنِي ذلك الوقت لكنّني أغبطكِ الآن. حرفٌ واحدٌ يا آلاء حال بيني وبينكِ، حرفٌ واحد إما أن يجعل الإنسان في المقدمة أو في مؤخرة كل الأشياء! حرفٌ لا غير يفصل بين القمة والقاع فيا ليتني كنتُ آلاء، وماعرفتُ يومًا أنّني ولاء! لا أعرف إن كنتُ رأيتكِ فذاكرتي تخونني كثيرًا -كمن حولي- لكنّني أعرف يقينًا أنني أشعر بكِ، أشعر بكِ يا آلاء كلما نظرتُ إلى المرآة بإرادتي أو صادفتها معلّقة هنا وهناك، أراكِ بين عينيّ وفي ابتسامتي التي لم تتجرأ إلى اللحظة على التحرر من طفولتها، أراكِ تلوّحين لي بفرح يواسي تفاصيل وجهي المنهك، تُرى هل كنتِ تشبهيني إلى الحدّ الذي أتخيلك به؟ هل كان سيعتريهم التّيه بالبحث عنّي وعنكِ؟ ثم في نهاية المطاف يميّزون بيننا استنادًا إلى ساعة ارتديتيها ولم أفعلْ، أو شامة ظهرت على خدّي، وعلى خدكِ لم تظهرْ؟ أشعر بك حين أتعب ولا أجدُ يدًا تقاوم تعبي وترفع الأذية عنّي. يدٌ ثابتة على العهدِ مهما حدث. أشعر بكِ مع صداعي النصفي فاسمه يذكّرني بجرحي وأنّني مثله تمامًا ليس إلا نصفًا! كبرتُ يا آلاء وانغمستُ في مجال الكتابة حتى صار الجميع يلقّبني بالكاتبة، إلا قلبي فإنه عالقٌ بكِ ولا يعترف إلا إنّني كاتبة إلا نصف، وأنصاف الأشياء لا تؤخذ بعينِ الاعتبار. لما استقرّ ذلك الاحساس في قلبي صرتُ أُجاريه، صرتُ أفعل الأشياء عنّي وعنكِ لذلك نجحتُ بشكلٍ ملحوظ، لا أحد يدري أنّني أعمل كشخصين مستقِلّيْن؛ كي أُماشي قلبي وأكمّل -باعتقاده- نصفي. صدقيني كل نجاح فعلته كان يربت على كتفي كما كان من المفترض أن تفعلي، وكأنكِ مازلتِ هنا، في قلبي وعيوني. إلى توأمي التي كادت أن تكون، لكنّها ذهبت قبل أن تُطلق أنفاسها الأولى في الحياة وتكون.