شهدت العاصمة صنعاء أمس الجمعة هدوءاً حذراً بعد يومين من الاشتباكات الدامية بين حليفي الانقلاب مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، خلفت 33 قتيلاً وعشرات الجرحى معظمهم من الحوثيين. وانتشر مئات المسلحين في شوارع صنعاء يتبعون مليشيات الحوثي وآخرون موالون لصالح. ودفع صالح بتعزيزات جديدة في المربعات الأمنية الخاضعة لسيطرته لصد هجمات الحوثيين على مقرات حزب المؤتمر ومنازل قيادات حزبية ومنازل أسرته. وأفاد شهود عيان أن عملية توزيع أسلحة تتم في صنعاء من قبل صالح لأنصاره للدفاع عن أنفسهم فيما تحشد المليشيات الحوثية مقاتليها نحو شارع الجزائر والحي السياسي وشارع صخر وأطراف شارع الستين. واحتشد الآلاف من أنصار صالح أمس في جامع الصالح الذي شهد أول مواجهات بين الطرفين الأربعاء، في رسالة للحوثيين. وما يزال الحوثيون يفرضون حصاراً على منزل وزير الخارجية في حكومة الانقلاب هشام شرف والموالي لصالح بعد اعتقال عدد من حراسته، كما ينتشر الحوثيون في محيط منازل بعض أقارب صالح وقيادات المؤتمر والمقرات التابعة له. يأتي هذا فيما أفادت مصادر عسكرية أن صالح استدعى قبائل طوَّق صنعاء للمشاركة في مواجهة مليشيات الحوثي وقطع الطرق عن أي تعزيزات قادمة من خارج العاصمة. وقال حزب المؤتمر في وقت سابق: إن ثلاثة من الموالين لصالح سقطوا قتلى في اشتباكات استمرت لليوم الثاني مع قوات الحوثي. وجاء في بيان أصدره الخميس أن ثلاثة حراس قتلوا عندما هاجم الحوثيون منزل العميد طارق صالح ابن شقيق الرئيس السابق، مضيفاً أنهم حاصروا أيضاً منزل هشام شرف عضو الحزب ووزير الخارجية في الحكومة المتمركزة في صنعاء. وقال البيان: إن الحوثيين انتهكوا اتفاق الهدنة وهاجموا مقر إقامة طارق صالح وقتلوا ثلاثة من حراسه وأصابوا ثلاثة آخرين. وكان أربعة من مؤيدي علي عبدالله صالح قد قتلوا عندما اندلع اقتتال يوم الأربعاء في وسط صنعاء بعد أن اقتحم الحوثيون مجمعاً يضم مسجد المدينة الرئيسي، وأطلقوا قذائف آر.بي.جي وقنابل.