أكد الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الفريق عبدالإله الصالح أن التحالف لن يتدخل عسكرياً في أرض أي دولة ولن يقوم بالمساس بسيادة أي دولة. وأوضح ل"الرياض" أن دور التحالف يتركز في دعم الدول الأعضاء التي تعاني من الارهاب، في المجالات العسكرية والسياسية والإعلامية والمالية. وأضاف: التحالف مبني على أساس العمل المشترك والإجماع وأكبر قدر ممكن من الاندماج والعضوية والمشاركة، ويركز على مكافحة الإرهاب من خلال مبادرات تطرحها الدول الأعضاء أو الدول الداعمة أو المنظمات الدولية، ومن ثم تقيم وتحدد أولوياتها بناء على معايير دقيقة جداً يطبقها المركز من خلال آلية حوكمة تمنع انزلاق التحالف في مهاترات هنا وهناك، بناء على معايير دقيقة جداً ومنها التكاليف العالية، ومستوى التأثير، معتبراً أن هذه المعايير وتحديد الأولوية ستجنب التحالف الدخول في الخلافات الإقليمية أو الأمور السياسية التي قد تحرف العمل عن محاربة الإرهاب. وأشار إلى أن عمل التحالف في المجال العسكري يقوم على التدريب وتعزيز قدرات الدول الإسلامية. من جانبه، أكد أمين رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى أن التقديرات الأولية، تشير إلى أن عدد الدول التي التحق منها الإرهابيون ب "داعش" وحدها بلغ 100 دولة، وأنهم قدموا من مدارس فقهية وعقائدية متنوعة، ولم يكونوا من مدرسة واحدة، لا فقهاً ولا تأسيساً عقدياً، ويجمعهم هدف مشترك واحد وهو إقامة كيانهم المزعوم، لافتاً إلى أن تقديرات نسبة الملتحقين ب"داعش" من أوروبا بلغت حوالي 50 %، فيما يؤكد التنظيم أن مكان تواجده الحقيقي هو عالمه الافتراضي لا مجرد نطاقه الجغرافي. وأضاف ل"الرياض" أن تنظيم داعش الإرهابي أطلق أكثر من 800 مادة إرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حصرها مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في المملكة، مستهدفًا الفئات قليلة الوعي، خاصة في الدول ذات الأقلّية المسلمة، بهدف استغلال العاطفة الدينية البعيدة عن الوعي ونشر أفكاره المتطرفة والإرهابية. وأشار إلى أن جهود محاربة الإرهاب مستمرة منذ بدأت الدول الإسلامية، تحت مظلة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، فكانت هذه المبادرة فاعلة للغاية. وبين أن للتطرف نظريات متداولة، كثير منها جاء نتيجة الخلط بين الشأن الديني وغيره، حتى انحسب ذلك سلباً على مفاهيم التعاون والتعايش وطال العدالة والكرامة والبر والإحسان المقررة في الدين الإسلامي لكل إنسان. وشدد العيسى على استئصال الإرهاب فكريًا، لأنه لم يقم على كيان عسكري أو سياسي، وإنما قام على أيديولوجية. وأوضح أن المواجهة العسكرية مهمة، لكنها لا تستأصل الإرهاب من الجذور، إذ إن الإستراتيجية الأهم في هذا هي المواجهة الفكرية، وهناك حصر لمزاعم وشبهات الإرهابيين، التي تم نشرها لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والرد عليها من الجذور، مشيراً إلى أنَّ الإرهاب يستغل العاطفة الدينية المجردة عن الوعي، وعن مفاهيم الشريعة وقواعدها العامة وأولوياتها وموازناتها. د. محمد العيسى