كشف الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الفريق عبدالإله بن عثمان الصالح عن طبيعة عمل التحالف الذي يمثل منصة بنّاءة تطمح لفتح مجالات التعاون بين الدول الأعضاء مع الأخذ في الحسبان التكامل مع الدول الداعمة من خارج أعضاء التحالف والمنظمات المهتمة بمحاربة الإرهاب ذات العلاقة. وقال خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في الرياض أمس (الأحد) بمشاركة كلُ من القائد العسكري للتحالف الفريق أول متقاعد راحيل شريف، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العيسى، إن الاجتماع تناول المعلومات والمبادرات المزمع تقديمها في الفترة المقبلة، مبيناً أن هناك مبادرات مؤسسية وخططا واستراتيجيات من شأنها تجفيف منابع الإرهاب وتمويله معلوماتياً وعسكرياً وإعلامياً. ولفت إلى أن المشاركة في تنفيذ المبادرات ستكون اختيارية للدول أعضاء التحالف، مشيراً إلى أن المشاركة في مبادرات التحالف ستكون من خلال الدعم المادي أو الفني، كاشفاً أن التحالف يعتزم تنفيذ العديد من المبادرات في وقت واحد، مؤكداً أن كل مبادرة ستخضع للمراقبة المستمرة والمتابعة والتقويم، وذلك لقياس مدى نجاحها وإمكان تطويرها للدفع بها لتقديم نتائج أفضل قدر الإمكان. بدوره أوضح الفريق أول رحيل شريف أن التحالف سيعمل على مسارات ومستويات مختلفة، تتضمن تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب العسكري، واكتساب خبرات مختلفة في هذا الإطار، كما سيقوم التحالف بجمع المعلومات عن الجماعات والمنظمات الإرهابية للاستفادة منها في التدريب العسكري الذي سيشهد تنفيذ سيناريو واقعي على أرض الميدان، كما سيركز على تحديد وفهم التعامل الأمثل مع الإرهاب. وشدد على أن هذا التحالف سيكون ضد الإرهاب فقط، ولن يتعامل مع غير ذلك، مبيناً أن التحالف سيلتزم بدعم الدول الأعضاء المحتاجة لمكافحة الإرهاب سواء كانت محتاجة فنياً أم مادياً أم تدريبياً. وأفاد بأن وجود مقر مركز التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب في الرياض، سيسهم في تعزيز مشروع التحالف كون لدى المملكة علاقات مميزة مع جميع دول العالم ومنظماته وكذلك كبرى الشركات العالمية ومن ضمنها الشركات العاملة في المجال التقني وتحديداً في الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي. من جانبه، عرف الشيخ الدكتور العيسى مصطلح الإرهاب بأنه هو العمل المنظم الذي يُحث فزعاً وقلقاً وتدميراً في الممتلكات، وتنفذه منظمات وجماعات ذو خلفية ايدلوجية. وأكد أن المواجهة العسكرية مهمه ولكنها لا تستأصل الإرهاب من جذوره، إذ ان الاستراتيجية الأهم هي المواجهة الفكرية، اذ ان هناك حصرا لمزاعم وشبهات إرهابيين تم نشرها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي تحديداً، مبيناً أن الإرهاب يستغل العاطفة الدينية المجردة عن الوعي وعن مفاهيم الشريعة وقواعدها العامة ويجب علينا لاستئصاله مواجهته فكرياً ودحض مزاعمه وتفكيكها بذات الطريقة. وقال: «هناك تنسيق قائم بين التحالف ومنظمة التعاون الإسلامي ومراكز مهتمة بمحاربة الإرهاب ابرزها المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) من شأنه توحيد الجهود ومحاصرة الفكر الإرهاب المتطرف».