أكد أمين رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى أن التقديرات الأولية، تشير إلى أن عدد الدول التي التحق بها الإرهابيون من "داعش" وحدها بلغ 100 دولة، وأنهم قدموا من مدارس فقهية وعقائدية متنوعة، ولم يكونوا من مدرسة واحدة، لا فقها ولا تأسيسا عقديا، ويجمعهم هدف مشترك واحد وهو إقامة كيانهم المزعوم، لافتا إلى أن تقديرات نسبة الملتحقين ب"داعش" من أوروبا بلغت حوالي 50 %، فيما يؤكد التنظيم أن مكان تواجده الحقيقي هو عالمه الافتراضي لا مجرد نطاقه الجغرافي. وأضاف ل"الرياض" أن تنظيم داعش الإرهابي أطلق أكثر من 800 مادة إرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حصرها مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في المملكة، مستهدفًا الفئات قليلة الوعي، خاصة في الدول ذات الأقلّية المسلمة، بهدف استغلال العاطفة الدينية البعيدة عن الوعي ونشر أفكاره المتطرفة والإرهابية. وأشار الى ان جهود محاربة الإرهاب مستمرة منذ بدأت الدول الإسلامية، تحت مظلة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، فكانت هذه المبادرة فاعلة للغاية. وبين أن للتطرف نظريات متداولة، كثير منها جاء نتيجة الخلط بين الشأن الديني وغيره، حتى انحسب ذلك سلبا على مفاهيم التعاون والتعايش وطال العدالة والكرامة والبر والاحسان المقررة في الدين الاسلامي لكل انسان. وشدد العيسى على استئصال الإرهاب فكريًا، لأنه لم يقم على كيان عسكري أو سياسي، وإنما قام على آيديولوجية. وأوضح أن المواجهة العسكرية مهمة، لكنها لا تستأصل الإرهاب من الجذور، إذ أن الاستراتيجية الأهم في هذا هي المواجهة الفكرية، وهناك حصر لمزاعم وشبهات الإرهابيين، التي تم نشرها لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والرد عليها من الجذور، مشيرا الى أنَّ الإرهاب يستغل العاطفة الدينية المجردة عن الوعي، وعن مفاهيم الشريعة وقواعدها العامة وأولوياتها وموازناتها.