بدأت الأحد أعمال المؤتمر الدولي لمسلمي آسيان الأول "أمة وسطاً"، بالعاصمة الماليزية كولالمبور والذي افتتحه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وتنظمه المملكة ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمشاركة علماء ودعاة ومفكرين من دول الآسيان، يزيد عددهم على 1200 مشارك، إلى جانب علماء ودعاة من المملكة. واستهلت الجلسة الأولى بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب. ورأس الجلسة التي تناولت المحور الأول من محاور المؤتمر "الوسطية في الإسلام أصالة المنهج وضرورة التطبيق" المدير العام للمؤسسة جنوب شرق آسيا الخيرية المهندس إسماعيل بن عمر، قدم فيها عضو البرلمان الماليزي د. داتو جوهري مت، ورقة عمل بعنوان "المنهج الوسطي في تحقيق خيرية الأمة"، بين فيها أن ما يميز هذه الأمة بأنها أمة وسطاً بين الأمم، مستشهداً بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية، مشيراً إلى أن الوسطية تعني العدل وسائر أنواع الفضل بين الأمم، مؤكداً أهمية السماحة والتيسير وإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام والابتعاد عن الغلو والتطرف والإرهاب. فيما ترأس الجلسة الثانية عضو الإفتاء بكمبوديا سيم مت داود في المحور الثاني التي جاءت بعنوان "التحديات التي تواجه الوسطية". وقدم د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم الخرعان خلال مشاركته في الجلسة ورقة عمل بعنوان "وسائل الإعلام وأثرها في تهديد الوسطية" تحدث فيها عن الإعلام ووسائله المختلفة، بما فيها وسائل التواصل المتنوعة، موضحاً أن وسائل الإعلام لم تعد محصورة على فئة من المجتمع دون غيرها، ولا في مكان دون الآخر، وإنما أصبحت وسيلة جماهيرية يتعامل معها الصغير والكبير. وأكد أننا بحاجة إلى توضيح المقصود بالوسطية والاعتدال، حيث أن اليوم الكل يدعي الوسطية والاعتدال ويصف نفسه بها حتى ادعاها من لا يؤمن بالله واليوم الآخر وادعاها الملحدون والمبتدعون والعلمانيون واللبراليون واليهود والنصارى. فيما جاءت الجلسة الثالثة بعنوان "الطائفية والغلو وأثرهما في تمزيق وحدة المسلمين" رأسها عضو المفوضة الوطنية لشؤون المسلمين في الفلبين البرفسور منير باجيند، تحدث فيها المستشار بوزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة د. ماجد المرسال عن التنظيمات "الإرهابية وخطرها على استقرار المجتمعات الإسلامية". فيما تناولت الجلسة الرابعة "جهود أئمة الإسلام في تحقيق الوسطية"، ورأسها الأستاذ بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا كمال بن حسن، تحدث فيها الكتور بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ماجد الجوير بورقة عمل "موقف أئمة الإسلام من التعصب المذهبي والغلو في الدين وجهودهم في تحقيق الوسطية". واختتمت أعمال الجلسة الرابعة بورقة عمل بعنوان "التوسط والاعتدال في منهج سلف الأمة" قدمها رئيس البرلمان الاندونيسي د. محمد هداية نور وحيد، تطرق خلالها عن مفهوم الوسطية وأوصافها الواردة في الكتاب والسنة، مؤكداً أن الوسطية الشرعية لها أوصاف بينها الله تعالى في كتابه وأوضحها رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-. وكان الشيخ صالح آل الشيخ وصل السبت، إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، في زيارة رسمية . وسيلتقي وزير الشؤون الاسلامية خلال الزيارة قادة العمل الإسلامي بدول الآسيان ودول جنوب آسيا المشاركين في أعمال المؤتمر، إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات التي تأتي في إطار العمل الإسلامي المشترك وفي مقدمتها خدمة الدعوة إلى الله وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال ونبذ ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب. ويشارك في المؤتمر عدد من العلماء والدعاة، ومفكرون يزيد عددهم على 1200 من دول آسيان ماليزيا، إندونيسيا، اليابان، بروناي، الفلبين، سنغافوره، الصين، تايلند، كمبوديا، لواس، ميمنار، فيتنام، كوريا، هونغ كونغ، تايوان، إلى جانب علماء وباحثين من المملكة. يذكر أن المؤتمر يشرف على تنفيذه وزارة الشؤون الإٍسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة ومملكة ماليزيا "مكتب الشؤون الخاصة بمجلس الوزراء الماليزي (جاسا)، ووزارة الإعلام والاتصالات الماليزية، ومنظمة الخادم الماليزية، والجمعية العلمية الماليزية، وجامعة التكنولوجيا مارا الماليزية".