أثار نشر الوثائق المخبأة في منزل زعيم تنظيم القاعدة الهالك أسامة بن لادن غضب وردود أفعال السلطات الإيرانية بعدما أظهر تقرير ل(CIA) من 19 صفحة علاقات النظام الإيراني مع القاعدة ووجود ارتباطات مادية ومعنوية مع هذه الجماعة الإرهابية، إضافة إلى أن إيران استضافت أعضاء بارزين للقاعدة بعد عمليات 11 سبتمبر بمن فيهم نجل ابن لادن». وفي هذا السياق قال المتحدث باسم (CIA): «إن الوثائق التي رفعت السرية عنها وهي من مجموعة الوثائق التي تم الحصول عليها بعد الهجوم على مقر بن لادن تدل على أن هناك اتفاقاً بين إيران والقاعدة على عدم استهداف البعض كما تدل هذه الوثائق على أن بن لادن يعتبر إيران"الشريان الرئيس" لنقل أموال القاعدة وارتباطاته وأفراده أيضاً...» ونشر "بلومبرغ" مقالاً بقلم إلي ليك Eli Lake يثبت نوايا الإيرانيين في عام 2003 لعقد اتفاق احتمالي مع الولاياتالمتحدة لمقايضة عدد من أعضاء القاعدة مقابل عدد آخر من أعضاء مجاهدي خلق. وكتبت صحيفة اكسبرس تريبيون استناداً إلى المعلومات المنتشرة بخصوص وجود علاقة بين القاعدة والنظام الإيراني تقول: « كتب زعيم القاعدة في رسالة، إيران الشريان الرئيسي للقاعدة مع النظام الإيراني مالياً وأفراداً واتصالات». وجاء في تقارير وسائل الإعلام، أن التدخل في الشؤون الداخلية لسائر البلدان كان إحدى ركائز نظام الملالي طيلة 39عاماً من الحكم، وأن علاقة القاعدة مع ملالي إيران موضوع أشارت إليه المقاومة الإيرانية أكثر من مرة حيث تم الإذعان بهذه الحقيقة ولكن جاء متأخراً جداً، وعندما كانت تكشف المقاومة الإيرانية علاقات نظام طهران مع القاعدة ما كان بإمكانها نشر هذه الوثائق إذ كان هناك مصادر المقاومة الإيرانية للحصول على هذه الوثائق داخل النظام تنكشف هويتها وبالتالي كانت حياتهم معرضة للخطر وبالأحرى لخطر الإعدام. وكانت أعمال القاعدة دوماً لصالح النظام الإيراني تمهيداً لتدخل هذا النظام في العراق وسورية ولبنان واليمن وخير دليل على ذلك عدم استهداف القاعدة في عملياتها الإرهابية النظام الإيراني إطلاقاً، حيث ولإزالة الشكوك قام نظام الملالي بفبركة سيناريو مثير للضحك حول هجوم على برلمان النظام في تاريخ 3 / حزيران - يونيو 2017، ناهيك عن أن هذه السيناريوهات قد فقدت بريقها ولم ينطل على أحد حتى من داخل النظام حيث كان يقول عناصر النظام، في ظروف لا يسمح لأحد من نواب البرلمان نقل حتى قلم واحد عند دخول البرلمان، كيف يمكن دخول عناصر إرهابية مسلحة داخل مبنى البرلمان كما وصف خامنئي في إحدى كلماته هذه العملية بأنها "ألعاب نارية" أيضاً. وفيما يتعلق الكشف عن ارتباط النظام الإيراني بالقاعدة فإن موقف وزير الخارجية لنظام الملالي مثير للضحك أيضاً، حيث قال: «إن الوثائق المنتشرة حول علاقات النظام الإيراني مع القاعدة ليست إلا مجرد إدعاءات قديمة أعيدت على محور إيران لتمرير خطة مدروسة ضد طهران ..». ويأتي اتخاذ الموقف من قبل وزير الخارجية الإيراني في وقت ولى فيه عهد الاسترضاء مع طهران في ولاية الرئيس السابق للولايات المتحدة طيلة 8 سنوات، وأن إعلان الإستراتيجية الأميركية الجديدة أثار تخوف رئيس دبلوماسية الملالي، لأن جميع أزلام النظام سيما الأقربين من خامنئي يحتجون على الملا روحاني وظريف ويتساءلون بأنه ما هي حصيلتكم ونتيجة هذا المدى من المفاوضات مع الأميركيين؟ نعم، هذه حقيقة مرة جداً للنظام بأن عهد الاسترضاء طيلة 8 سنوات والتواطؤات والبسمات والتنزه في سواحل سويسرا الهادئة قد ولى كما أن عهد التغاضي عن الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان لغرض تحقيق المصالح الاقتصادية الضخمة قد ولى وحان وقت محاسبة الملالي في جميع الصعد أيضاً، سواء بسبب دورهم المدمر الإقليمي والتدخل في شؤون البلدان الداخلية، أو بسبب انتهاكات حقوق الإنسان بصورة ممنهجة والإعدامات اليومية، لأن النظام الإيراني نظام قمعي وراع للإرهاب ويجب محاسبته من المجتمع العالمي والشعب الإيراني.