قال أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العيسى أن مهمته الأساسية في الرابطة هي القضاء على ايدولوجية التطرف. واضاف الشيخ محمد العيسى، الذي تم تعيينه منذ عام تقريباً أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي ومقرها مكةالمكرمة، في تصريحه لوكالة (رويترز) خلال لقاء معه في جولته الأوروبية بأن الرابطة لن تقف مكتوفة الأيدي بعد الآن وتترك الدين الإسلامي رهينة للمتطرفين. نعمل بجد لمحاربة التشدد والتصدي له وإنهاء الكراهية وأضاف بأن ما تقوم به رابطة العالم الإسلامي لبيان الإسلام الحقيقي هو بدعم من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن جهوده لتطوير المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن سموه هو من يدعم الرابطة لتدعم بدورها الجهات التي تشرف هي عليها لإيضاح وتفسير الوسطية والتسامح الحقيقي للدين الإسلامي. وأوضح د.العيسى في مقابلته مع الوكالة والتي أجريت امس الاول الخميس بأن الماضِي وما حدث أو قيل آنذاك في السابق وكيفية حدوثه أو تنفيذه وطريقة سير الأمور والأحداث حينها لا يهم الآن في الوقت الحاضر ولا فائدة من الحديث عنه، مشيرا إلى أن ما يجب أن يهمنا الآن هو العمل الحقيقي والمهمة الأساسية لرابطة العالم الإسلامي بإزالة التطرف والتشدد والتعنت الديني بكافة أشكاله وطرقه وأساليبه لأن ذلك هو نقطة التحول والمدخل إلى الإرهاب. واشار الشيخ العيسى إلى أن رابطة العالم الإسلامي ستكون فعالة أكثر الآن في التصدي للتطرف والتشدد الديني ومعالجة علاماته في كافة مجالات وأماكن أنشطتها وستكون أكثر صرامة مع الجهات التي تشرف عليها أو تتعاون معها ويتبين بأنها تتبنى أو تنشر أياً من أشكال أو أفكار هذا التطرف والكراهية والتعصب الديني. ولم يبين الشيخ العيسى عن تفاصيل "إصلاحات" جارٍ تنفيذها للجامع الكبير في جنيف وهو أكبر مساجد مدينة جنيف وتشرف عليه رابطة العالم الإسلامي بعد أن عبرت السلطات السويسرية والفرنسية عن قلقها ومخاوفها من أنه مركز للتطرف والإرهاب؛ حيث اكد بأن الرابطة ستتحرك سريعاً ولن تقف بعد الآن مكتوفة الأيدي في تصديها للتطرف والتشدد عند علمها بأي رسالة أو تلميح يصلها لمثل ما أبدت السلطات السويسرية والفرنسية تخوفها منه. وأوجز الشيخ العيسى مهمة وعمل الرابطة الأساسية هي تمثيل الدين الإسلامي الحقيقي وذلك ببيان وإيضاح الإسلام الصادق المتسامح وتنقيته من شوائب الغلو والتطرف والتشدد وتصحيح الفكرة والصورة النمطية السابقة بهذه الحقيقة التي نمثلها، ولأنها الحقيقة فهي لن ولا يمكن أن تهزم. وبخصوص انتشار التطرف بين الاقليات المسلمة في البلدان غير المسلمة، أوضح الشيخ العيسى بأن جزءًا من آلية عمل الرابطة هي معالجة بعض الصعوبات التي قد تواجهها المجتمعات الإسلامية بتعايشها وتكيفها واندماجها في البلدان غير الإسلامية. وأضاف بأن الجهود المبذولة عامة هي لبيان التفسيرات والشروحات الحقيقية لواقع الدين الإسلامي الفعلي لمسح تلك الصورة النمطية القديمة الخاطئة التي تم تحويرها وتفسيرها سابقاً بطريقة قسرية مغلوطة. وكجزء من بعض تلك الجهود، قال د.العيسى بأنه التقى في زيارة لكاتدرائية نوتردام والكنيس اليهودي الكبير في باريس ببعض الرموز الدينية هناك، مشيراً إلى أن لدينا جميعا هدفا مشتركا وهو محاربة التطرف والتشدد والتصدي له وإنهاء الكراهية والقضاء عليها، وهذا ما نسعى إليه بجهد فعال في رابطة العالم الإسلامي ونحن قادرون على تحقيق ذلك، وستكون الأديان هي الوسيلة الفعالة لننجح في الوصول إلى هذا الهدف.