خرج الهلال في الرياض بتعادل هو أشبه ما يكون بالخسارة، عطفا على تلك السيطرة الميدانية وعلى الفرص التي تفنن نجوم "الزعيم" في إهدارها الواحدة تلو الأخرى والتي لو تم استغلالها لطويت صفحة النهائي القاري ولكتبنا على أوراقنا "اللقب هلالي والبطولة سعودية". لن نعيد الحديث عن مجريات لقاء الذهاب فهو بالنسبة لنا وللهلاليين أيضا صفحة وانتهت فما يهمنا كرياضيين ليس في سرد تفاصيل لماذا تعادل الهلال ولماذا لم يستغل عاملي الأرض والجمهور؟ انما غرس الثقة في نفوس لاعبيه وتحفيزهم والوقوف إلى جانبهم كون هذه مع تلك ستكون بإذن الله وتوفيقه من الوسائل التي تعكس حالة الخوف إلى حالة فرح وابتهاج بالفوز في مواجهة الإياب والعودة من اليابان بنصر كبير يجدد به "الزعيم" زعامته القارية ويمنح الوطن منجزا للتاريخ. أوراوا ليس بذاك الخصم الذي يصعب هزيمته، فهذا الفريق متواضع الامكانات ولا يمكن بأي حال مقارنته بالهلال، ربما يذهب البعض إلى القول إذا كان أوراوا الياباني ضعيفا ومتواضعا في امكاناته فلماذا استعصى الفوز عليه هنا في الرياض؟. سؤال كهذا مشروعية مقبولة طالما الحديث عن الفوارق الفنية التي تميل لصالح الهلال وللإجابة عليه نقول الحظ كان عاثرا ورعونة الهجوم "الأزرق" كانت حاضرة وما أفرزته مواجهة الذهاب لن تتكرر في الإياب لقناعتي بأن مواصفات الهلال وكل مزاياه ستأتي لتثبت بأن هذا الفريق السعودي العريق والبطل قادر على يتحدى كل الظروف ويقوم من المستوى والروح والحماس ما يكفي لتسهيل الطريق إلى منصة التتويج والقبض على هذه البطولة التي مهما كانت عصية على الأندية السعودية في الأعوام الأخيرة إلا أنها هذه المرة ستنوخ ركابها أمام الهلال. بالطبع كل شيء في مواجهات كرة القدم وارد الحدوث، فهذه اللعبة لا تخلو من ظروف الحظ والرعونة وسوء الطالع لكن بما أن قائمة "الزعيم" زاخرة بالأسماء الكبيرة والخبيرة فهذه تشكل مصدر القوة والثقة بالفريق وبالتالي ستكون المهمة ميسرة وسيصبح اللقب القاري هلاليا سعوديا وهذا ما نتمناه وما نحلم ونطمح كرياضيين في تحقيقه. على كل لاعب في الهلال أن يدرك بأن المسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة فهي تعنى بتشريف الرياضة السعودية قبل تشريفها بالكيان الهلالي وجمهوره الأمر الذي يتطلب منه بذل قصارى الجهد من أجل أن يختم المشوار بإضافة هذه البطولة الكبيرة إلى قائمة بطولاته ومنجزاته الكثر والتي تفرد بها عبر التاريخ حتى أصبح الفريق الأول محليا وقاريا. لا نريد مثل تلك الفرص الضائعة تتكرر في الإياب، نريد التركيز والحرص على استغلالها سريعا وهز شباك الحارس نيشيكاوا وتحصين الدفاعات وإغلاق أي منفذ قد يحرص عليه المدرب الياباني لبناء هجماته وتهديد شباك المعيوف من خلاله وسلامتكم.