في ظروف مختلفة ربما تضطر للتحذير من الثقة التي ربما تحولت إلى غرور واستهتار وتراخٍ، لكن في مواجهة الهلال المقبلة أمام أوراوا الياباني في إياب نهائي دوري أبطال آسيا 2017م السبت المقبل على إستاد سايتاما، وفي ظل ارتفاع أصوات المتشائمين والمحبطين، وأمام الخشية من أن تصل هذه الأصوات إلى أفراد الفريق الأزرق، وأن تتسلل إلى نفوسهم، يبدو لزامًا على الهلاليين أن يرفعوا أصواتهم بدعوات التفاؤل بتحقيق اللقب، وتعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم، وبقدرتهم على قهر كل الظروف والحسابات التي أنتجها لقاء الذهاب، وعلى قدرتهم أن يُسقطوا الفريق الياباني على ملعبه وبين جماهيره الغفيرة. كما استطاع الفريق الياباني أن يظفر بالنتيجة التي كان يحلم بها أمام "الزعيم" وعلى ملعبه وبين جماهيره التي ملأت جنبات ستاد الملك فهد؛ يستطيع الهلال الأفضل فنيًا والأكفأ عناصريًا أن يفعلها، وهي ليست بالطبع مهمة سهلة ولا رحلة سياحية إلى اليابان، لكنها مهمة يستطيع نجومه النجاح في إنجازها متى تسلحوا بالثقة والعزيمة والإصرار والتركيز وكبرياء "الزعيم" المعهود. أخطر ما سيواجه لاعبي الهلال هو ذلك التشاؤم وهدم الثقة الذي يرفع به الكثيرون أصواتهم بحسن نية من بعض محبيه، أو بسوء نية من بعض كارهيه، بقصد تحطيم الفريق وتفريغه تمامًا من الثقة التي يحتاجها بشدَّة للعودة باللقب المسلوب، مع أنَّ المنطق المبني على نتيجة الذهاب يقول بأنَّ الكرة لاتزال في ملعب نجوم الهلال الذين لن يعجزوا متى ظهروا بمستواهم الحقيقي وروحهم المعهودة أن يحققوا النتيجة المطلوبة لخطف الكأس الغائبة. أما نجوم الهلال فعليهم أن يدركوا جيدًا أنَّهم سيواجهون فريقًا منظمًا ومسلحًا بجمهوره وببعض الأسلحة الهجومية التي تتطلب الحذر والعمل والتحضير الجيد من الجهاز الفني والإداري واللاعبين قبل المباراة وأثناءها، لكنَّه بكل صراحةٍ وتجرد ليس الفريق الذي يستحق أن يحرم الهلال من لقبه المستحق، ولا الفريق الذي يستحق أن يحرم عشاق "الزعيم" من تحقيق الحلم الذي طال انتظاره، ولا الفريق الذي يستحق أن يحرم نجومه من تسجيل أسمائهم بمدادٍ من ذهب في تاريخ الهلال والكرة السعودية. التعادل بالرياض 1-1، وخسارة كارلوس إدواردو المفاجئة، ليست المعطيات الكافية لتبرير هذه الروح الانهزامية التي يحاول البعض أن يبثها في الفريق "الأزرق"، والحديث عن أنَّ الفريق الياباني سيكون هناك فريق مغاير للفريق الذي ظهر هنا وأنَّه يملك هناك الكثير مما أخفاه هنا حديث فيه الكثير من الإرجاف، هو ربما يظهر بشكل أقوى؛ لكنه لن يكون أبدًا الفريق الذي تصعب على الهلال هزيمته، مالم يهزم الهلاليون فريقهم بأيديهم حتى قبل أن تنطلق صافرة الأوزبكي رافشان إيرماتوف.