10 أيام تفصلنا عن ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا الذي يجمع الهلال السعودي ممثل العرب وغرب آسيا بخصمه المنتظر أوراوا الياباني ممثل الشرق الآسيوي المهيمن في السنوات الأخيرة على اللقب، وكل آمال الهلاليين والسعوديين والعرب معلقة على "الزعيم" الذي لا زال زعيمًا للقارة ببطولاته الست، والذي ظلَّ حتى في سنوات غيابه عن اللقب الفريق الآسيوي الأكثر حضورًا في الأدوار النهائية من البطولة، والأطول نفسًا، والأبرز في ديمومة بحثه واستمرارية منافسته في كل عام دون كللٍ أو مللٍ أو يأس، ولا يشك إلا أعمى بصر أو بصيرة في أنَّ الهلال استحق أن يتوج باللقب غير ذات مرة، وأنَّه البطل غير المتوج لنسخة 2014م. أكثر ما أخشاه على الهلال في ال18 من نوفمبر هو محاولة البعض تصوير الفريق الياباني بالفريق الذي تصعب هزيمته، وتتوجب خشيته، والإفراط في تقدير قوته واحترامه، وهو خطأ فادحٌ وقع به الهلاليون مع سيدني الأسترالي في النهائي الشهير، والأكيد أن الإفراط في تقدير قوة خصمك واحترامه لا يقل خطرًا عن الاستهانة به والتقليل من شأنه، فكلاهما يحرمانك الحضور بقوتك الحقيقية. التوسط في احترام الخصم دون إفراطٍ ولا تفريط، والحفاظ على شعرة معاوية التي تفصل بين الثقة والغرور، وبين الاحترام والخوف؛ هي طريق "الأزرق" للذهب الآسيوي، والحقيقة أنَّ الفريق الذي صنعه رجال الزعيم اليوم بقيادة الأمير نواف بن سعد هو الأحقُّ بأن يُخْشَى، فالهلال هو بطل الدوري السعودي الذي وصل إلى نهائي القارة دون خسارة، وتجاوز خصومه في الأدوار النهائية بالثلاثة والأربعة، ويتقاسم ببدلائه صدارة الدوري المحلي مع الأهلي بفارق مواجهة مؤجلة له، والفريق الذي لم يتلق أي خسارة في2017م حتى اليوم، والذي يضم بين صفوفه جل عناصر المنتخب السعودي الذي تأهل لمونديال روسيا عبر بوابة المنتخب الياباني، فيما يحتل الطرف الآخر أوراوا ريد اليوم المركز السابع في الدوري الياباني ب11 خسارة وسبعة تعادلات من أصل 31 مباراة، وفي النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا خسر أواراوا في أربع مواجهات، اثنتين في دور المجموعات، واثنتين في الأدوار الإقصائية!. يظهر لكل متتبع لمواجهات ونتائج الفريق الياباني في البطولة أنَّه يضرب بقوة في ملعبه فقط، بينما تلقى أربع خسائر خارجه، لذلك سيكون آخر ما يحتاجه الهلاليون في مواجهة الرياض الإفراط في تقدير قوة أوراوا والمبالغة في احترامه، والواجب أن يضرب لاعبو الهلال داخل الملعب وجماهيره في المدرج بكل قوة في درة الملاعب بعد 10 أيامٍ من الآن، لأنَّ ذلك ما سيحرص الياباني على فعله في مواجهة ال25 من نوفمبر وسط جماهيره التي ستملأ مدرجات ستاد سايتاما.