أصدر منتدى أسبار الدولي أمس في ختام دورته الثانية، التي جاءت تحت عنوان (الإبداع والابتكار في سياق اقتصاد المعرفة) بيانه الختامي. وأوضح البيان أن "منتدى أسبار الدولي 2017" انعقدت دورته الثانية خلال المدة من 14-16 نوفمبر 2017م، في مدينة الرياض. وانتظم فيه عشر جلسات علمية، وست ورش عمل، وسبع محاضرات علمية، إضافة للجلسة الختامية، وأنّ السياسة العامة التي يقوم عليها المنتدى هو أن يكون بيئة حاضنة لطرح ومناقشة الأفكار الإبداعية المتقدمة ليدفع بها، عبر شراكات إستراتيجية وعلمية رائدة، لمرحلة الإنتاج والفاعلية لخدمة التنمية الإبداعية والابتكارية في المملكة، ويحقق منتدى أسبار الدولي هذه المعادلة المهمة عبر تعهد جميع المبادرات والبرامج التي يطلقها بالمتابعة المنتظمة خلال الأشهر التالية لعقد المنتدى. وفي نهاية أعمال المنتدى، رفع المشاركون والمشاركات شكرهم وعظيم امتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، على ما يبذلانه من جهود كبرى لرعاية التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، في المجالات كافة، وبخاصة ما تلقاه بيئات الإبداع والابتكار من عناية خاصة لإتاحة فضاءات حاضنة للشباب للتنافس الشريف في خدمة الدين والوطن. وعبّر البيان عن تقدير المشاركين والمشاركات وتثمينهم الكبيرين لما تضمنته رؤية المملكة 2030 من مبادرات وبرامج رائدة في مجالات الإبداع والابتكار، متفائلين بأن منطلقات رؤية المملكة ستمثل بحول الله تعالى جسرًا للعبور نحو المستقبل الأكثر إنتاجاً وابتكاراً للكفاءات الشابة السعودية، والأعمق أثرًا في صناعة الوعي السعودي العام بمتطلبات المرحلة التاريخية الراهنة في المجتمع الإنساني. وأبان أن المنتدى خلص إلى عدد من المخرجات والمبادرات المهمة في صناعة الإبداع والابتكار، بعد مناقشات مستفيضة للركائز الأساسية لإستراتيجية اقتصاد المعرفة وتقنية المعلومات في المملكة المتمثلة في "البنية التحتية"، و"التمكين"، و" التحول إلى اقتصاد المعرفة" "الإبداع" و"الاستمرارية والتجديد والابتكار"، مع فحص عميق لمستجدات تقنية المعلومات. ونوّه البيان بأهمية البحث العلمي في مجالات التطوير التقني كأداة لتنويع مصادر الدخل في المملكة وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجالات رفع كفاءة الكوادر البشرية وتوفير حياة كريمة للإنسان، وأهمية زيادة الإنفاق على البحث والتطوير. وتناول البيان أهمية الأسرة والنظام التعليمي والتربوي في إنشاء جيل مبتكر، مبينًا أن تدريب الإنسان على الفكر التحليلي والتفكير الإبداعي شرط رئيس لاستفادته من حاضنات الأعمال، وأن المقومات الإنسانية للابتكار جزء من العملية الإبداعية. وأشار البيان إلى أهمية دور الجامعات وتعاونها مع محيطها لتحويل الأفكار الإبداعية إلى مشروعات ذات جدوى. ودعا البيان إلى ضرورة إيجاد المعلم المبدع الذي يتميز بقدراته على بناء معارف الطلاب ومهاراتهم، وكذلك إلى تقليص الفجوة الرقمية ولا سيما في الوسط الأكاديمي، حيث تؤدي الفجوة الرقمية إلى فجوة في المعرفة. واقترح البيان الختامي لمنتدى أسبار الدولي 2017 مبادرة منح تأشيرات لرواد الأعمال من خارج المملكة، وأن تلك المبادرة ستساعد على نقل التقنية وتعزيز الابتكار. كما دعا إلى العناية بمجالات الذكاء الاصطناعي مع أهمية الحد من مخاطره على البشرية، مع ضرورة تدعيم نظام التعليم بما يساعد على بناء جيل قادر على استيعاب الثورة الصناعية الرابعة. وأكد البيان ضرورة الاستمرار في مراجعة الهيكلة الاقتصادية والاجتماعية وتطوير الأطر الثقافية في المجتمع وربط الابتكار بحاجات وطبيعة المجتمع وتجنب استنساخ تجارب الآخرين وابتكاراتهم التي قد لا تلائم احتياجات المجتمع وأولوياته، مضيفًا أن الابتكار وظيفة اجتماعية وأن الابتكارات منها ما يواجه مشاكل صغيرة ومنها ما يحدث تغييراً جذرياً وأن النوعين كليهما مهمان في مجالات الابتكارات. وأشاد البيان بدور القطاع الحكومي في مجالات التنظيم والمراقبة، وإتاحة المجال للقطاع الخاص ليبدع في مجال الابتكار في ميادين التنمية التي يحتاجها المجتمع، داعياً إلى ضرورة دعم وتنمية مهارات الأفراد وتطوير قدراتهم الإبداعية، مع اعتبار الفشل مرحلة من مراحل التطور، ويقود ذلك إلى أهمية دعم ثقافة الابتكار وتحرير تفكير الشباب لدعم قدرتهم على الانخراط في ريادة الأعمال. وأبرز البيان أهمية التشريعات في إرساء منظومة الابتكار، داعياً إلى توحيد الجهود ووضع سياسة حكومية تحفز الجهات على تطوير الابتكار، مع مراعاة صناعة ثقافة تشاركية لتحفيز الإبداع والابتكار، فمنظومة الابتكار منظومة متكاملة تتداخل فيها جميع الأطراف من قطاعات حكومية وجامعات وقطاع خاص وقطاع غير ربحي وبالتالي لابد من توحيد جهود هذه الأطراف لتعزيز منظومة الابتكار. ودعا البيان إلى إطلاق مبادرة وطنية للعناية بالقواعد الضخمة للبيانات (Big Data)، وجعلها منتجات تخدم الاقتصاد، عاداً البيانات الضخمة هي النفط القادم، والبيانات في الثورة الصناعية الرابعة بمثابة عنصر الأرض في الاقتصاد التقليدي، مؤكدًا أهمية إيجاد محفزات للأكاديميين والطلاب لتحويل ابتكاراتهم إلى منتجات وشركات تسهم في تنمية المجتمع، مع أهمية التركيز على ممكنات ومخرجات تساعد في تحويل الابتكارات إلى منتجات، فالتحول التجاري قد بات ممارسة عالمية تمكن المبدع من تحويل ابتكاره إلى شركة، وذلك يتطلب برامج مكثفة في التمويل والإرشاد وأماكن العمل ومراكز الابتكارات. وأفصح البيان عن عزم المنتدى بحول الله تعالى على عقد ست ورش عمل كحد أدنى خلال العام القادم 2018م بالتعاون مع شركائه الإستراتيجيين والعلميين لمتابعة ما خرج به المنتدى من مبادرات وبرامج عمل ورؤى طموحة لخدمة صناعة الإبداع والابتكار في المملكة.