استهواني إحساس الصفاء في لون غمامات ظللت اللوحة، وما بين تلقائية سهلة وفطرة نقية، وبين أسلوب لفنان تمرس في نقل إحساس تشبع بجمال المكان وتاريخ دوّن به تراث عميق تهادت الألوان على لوحات تنسكب بخيلاء عاشق لأرض الجنوب، انهمرت عناصر اللوحة تبوح بالمكنون، نسمات من ريح الصبا تحرك الملامس لترسم زهرات ترامت على بساط من سلام، إيقاع التدرجات اللونية، يسافر بين مصطبات الجنوب ترتقي النسمات بملامس تحيرت بين الفرشاة والسكين، تبدو تارة قوية مشعة تعبث بعين المتلقي لتجذب انتباهه مرة وتتوارى مرات أخرى في خفوت هدوء واستكانة.. سلام يعيش هذه المرة مع حبات الغمام التي انتشرت في سماء اللوحات ندية رطبة يكاد الغيث ينصب منها قطرات من آمال تتلألأ في سماء كل غيمة يمسك بأطرافها ولا يتنازل عنها من يعيش في اللوحة.. يقف أمامها لتسكب إحساسها فيه... الفنان أحمد الخزمري هنا يحاور الغيمات بإيقاع فنان تمكنت ريشته بتجريدية اختزل الأفكار فيها وضربات تأثيرية تكمل مسيرة اللوحات عبر التاريخ الممتلئ بالرموز. فتراه يحكي قصة ذاك "الزافر" (عمود) الواقف في مركز اللوحة يمثل به السيدة الجنوبية بصمودها وتمكنها ونقش على ثوبها بزخارف ألوانها نسمات من أرث الجنوب، استمرارية تحاور المتلقي تعبث بفكره ليغوص في غمام اللوحة بروح تبعث الجمال من مكنونه ليكون مسار تأمل وسكون. * ناقدة فنية