منذ اندلاع أزمة الدوحة والتصريحات والمؤتمرات القطرية لا تنفك عن تذكير العالم بأزمتها وهي بالفعل أزمتها لوحدها فدول المقاطعة أغلقت ملف الأزمة إلى حين تفهم حكومة قطر مطالب الدول الأربع والالتزام بتنفيذ قائمتها والإعلان عن قبولها دون قيد أو شرط، فما يحدث من الحكومة القطرية واستبسالها للتذكير بقضيتها من أعلى هرم السلطة إلى أسفل سافلين إعلامها الأصفر «الكذاب» قد تجاوزها العالم وأصبحت في طي النسيان رغم كل محاولات هذا النظام البائد لإنعاشها من خلال لطمه وبكائياته اليومية وتناقضاته المضحكة والتصريح بتأثره حينًا وعدم تأثره حينًا آخر لتتحول تلك التصريحات لمسرحية كوميدية استنزفت كثرة فصولها كل أفيهات كاتب السيناريو حتى أصبحت أشبه بإعلان حلاقة مجانية للصلعان، وما يغيب عن حكومة قطر أو لأكون دقيقًا أكثر لا يغيب عنها أن السعودية قد تجاوزت أزمة الدوحة الصغيرة جدًا جدًا جدًا وأغلقت ملفها بعد أن رأت مكابرة وطفولية هذه الحكومة العدوانية وإصرارها على التلاعب والعبث بالمواقف وبأمن المنطقة وأمن الخليج الإستراتيجي وإفساح المجال لغرباء من سقط العرب ليتحدثوا بلسانها ويقررون مواقفها وقراراتها وتوجهاتها، فعلمت السعودية أنها أمام مركب «بلا بوصلة وربان» فتركتها تهيم بين أمواج عزلتها المتلاطمة لتغرق في أوهامها وحيدة منبوذة من محيطها لا يلتفت إليها إلا «مرتزق وضيع» وجد ضالته في جنون حكومة معزولة متخبطة تبعثر الأموال القطرية ومقدرات شعب قطر الكريم على كل مرتزق يتصدر إعلامها للتدليس والكذب والتطاول على دول المقاطعة، أعلم أن كلامي هذا والسابق لن يرضي أهل الغدر والخيانة ومرتزقة الحمدين من أذلاء العرب لكنها حقيقة رغمًا عن أنف كل مكابر فدور السعودية القيادي والكبير جداً جدًا جدًا في إدارة دفة المنطقة نحو السلام والاستقرار والتنمية والإصلاح والقفز بالمنطقة قاطبة للمشاروعات العالمية مزامنة مع إيقاف عبث ملالي طهران ومن يدور في فلكهم من خونة وعملاء باعوا عروبتهم للفرس أهم بكثير من أزمة دوحة الغدر والعدوان وأن من واجبها الالتفات للقضايا الكبرى وتنظيف ما خلفه نظام الحمدين العدواني من فوضى ودمار وتشريد وقتل للأبرياء في عالمنا العربي، وليصبح من كان يرى في أحلامه أنه الزعيم القادم للأمة العربية «بكاء العرب» أمام العالم، ولعله يكون مقالي الأخير عن حكومة قطر، فقضايا وطني الكبرى وإنجازاته العظمى ومشروعاته القادمة هي من ستجعل حروفي تسمو وترتقي.