شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة انتشار العديد من الوسوم «الهاشتاقات» المسيئة التي تستهدف القيم الإسلامية والأخلاقية التي يتمتع بها المجتمع من خلال نشر بعض الهاشتاقات التي تسعى للنيل من الإسلام ومن أحكامه وتشكك في ثوابته وتطعن في علماء المسلمين، بالإضافة إلى التي تناوئ بلادنا وتؤلب على مجتمعنا والتي تدار من خارج بلادنا ممن يحملون الحقد للمملكة والازدهار الذي تنعم به. هذه الهاشتاقات المُسيئة تستهدف مجتمع المملكة وتأتي استكمالا لمخططات دول مُعادية، وتقوم على استهداف أمن ووحدة المملكة، وتأجيج الفتنة، ونشر الشائعات بين المواطنين والمقيمين، والتي تندرج تحت الحرب الإعلامية والفكرية والنفسية، والتي تهدف إلى ضرب وتشتيت المجتمع، وخلق مناخ اجتماعي مضطرب. وقد أثار انتشار تلك الهاشتاقات استياء المجتمع؛ لما تحويه من أفكار هدامة تسعى إلى زعزعة أركان وقيم المجتمع، وأبدى العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي استغرابهم للانتشار الكبير الذي تحققه تلك الهاشتاقات. انتشار مسيء أكد المختص في تقنية المعلومات المهندس خالد أبو ابراهيم أن انتشار الهاشتاقات المسيئة واللااخلاقية يتم بواسطة أيادٍ خفية تسعى إلى زعزعة قيم المجتمع وتعتمد في طرقها على عدد الأشخاص الذين يقومون بالتغريد للوصول بها إلى الترند العالمي من خلال وجود أكبر عدد من المشاركين في وقت واحد، وكشف أن وجود 50 شخصا يقومون بالتغريد حول هاشتاق محدد في فترة زمنية متقاربة كفيل بوصوله للترند. وأوضح أن أشهر طرق بث السموم والمواد الخادشة للحياء على مواقع التواصل الاجتماعي قيام أشخاص بالمشاركة في هاشتاقات محلية متداولة مثل لو كان هناك هاشتاق #الأهلي_والاتحاد، عند الضغط عليه لمعرفة النتيجة أو رؤية الأهداف يصادفك أكثر من حساب خليع ومخل للآداب الإسلامية. وحدد الخبير التقني انتشار المواقع المخلة في التواصل الاجتماعي على نسبتها على «تويتر» ب 22%، وعلى الانستقرام 21%، والسناب شات 20%. حماية المجتمع وأكد المهندس أبو ابراهيم أن تصريح مساعد مدير الأمن العام في وزارة الداخلية كشف أن 90% من إنتاج مثل هذه المقاطع والصور المخلة من خارج المملكة يستهدف الأطفال وفئة المراهقين بالذات. وأضاف ان هناك تأثيرات للهاشتاقات قد تكون محدودة على أبناء المجتمع، لافتا إلى أن تأثيرها أكبر على صغار السن والمراهقين، ويتطلب الأمر من الجميع القيام بواجبه التوعوي لأفراد المجتمع بمختلف فئاته، وتبيين خطورة وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة التعامل معها بحرص شديد. وشدد أن الأسرة تأتي في مقدمة الجهات التي يتوجب عليها القيام بواجبها وكذلك المدرسة، والمسجد، والجهات الإعلامية والرقابية والوزارات، فالكل مستهدف ولا بد من تحصين الجميع ضد كل ما من شأنه المساس بقيم وأخلاق المجتمع. وأشار خالد أبو إبراهيم إلى أن التحرش الجنسي عبر الإنترنت أحد الأساليب التي يلجأ إليها المجرمون، مبينا أن كثيرا من أولياء الأمور يغفلون عن الأجهزة التقنية التي بأيدي أطفالهم. وأبان أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات انشأت موقعا مختصا يوضح كيفية التعامل مع إساءة الاستخدام في بعض مواقع الشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت www.internet.sa ويستطيع اي شخص ان يبلغ عن محتوى غير اخلاقي ويطلب من هيئة الاتصالات حجبه بعد ان يبين السبب، مؤكدا ان هذا أمر جيد لكن المشكلة تبقى أن الهيئة لن تكون لديها صلاحية إلغاء الحسابات المخالفة خلافا لكون عملها محصورا في السعودية. متابعة أمنية وكان قد أعلن الأمن العام عن وجود وحدة خاصة لرصد التجاوزات الأخلاقية في وسائل التواصل الاجتماعي، وتحليل المحتوى والنظر فيها، وإحالة المتجاوزين للآداب العامة لهيئة التحقيق والادعاء العام بعد القبض عليهم. وقال: إن الوزارة خصصت وحدة لرصد ما ينشر من تجاوزات في وسائل التواصل الاجتماعي سواء أكان في «تويتر» أو «السناب شات» وغيرهما، فضلا عن تحليل المحتوى الذي يتم نشره من أقوال وأفعال، ومعرفة أهداف المقاطع المعروضة في مواقع التواصل الاجتماعي. ضبط حالات وقد ضبطت الجهات الأمنية نحو 1650 معرفا تدعو إلى التحرش واستغلال الأطفال جنسيا عبر الإنترنت، وذلك خلال السنتين الماضيتين، وذلك بمعدل حالتين يوميا. وحسب إحصائية من جهة معتمدة، فإن عدد المعرفات التي طلبتها الجهات الأمنية من الإنتربول بلغ نحو 418 معرفا كانت تروج للجنس من الخارج. وأحالت الجهات الأمنية أصحاب 351 معرفا يروج للجنس عبر وسائل التواصل الاجتماعي لهيئة التحقيق والادعاء العام خلال العامين الماضيين، كما تم ضبط 24 معرفا خلال الشهر الماضي تخصصت في التحرش الجنسي أحيل منها خمسة معرفات للتحقيق العام.