ما بين الصدمة والفرح عاش الشعب السعودي لحظات تاريخية تهاوت فيها عروش الفساد المحصنة ليصبح كائن من كان فاسداً مرئياً بعد أن كان متخفياً لسنوات طويلة خلف سلطته ونفوذه، فما حدث لم يكن ليحدث لولا إرادة صاحبي الحزم والعزم بمواجهة هذا الفساد الذي نهب مقدراتنا وثرواتنا وعطل الكثير من تقدمنا، فلقد أولى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان مكافحة الفساد اهتمامهما ليصبح واقعاً نراه أمامنا وهو يسقط أكبر بؤر الفساد دون النظر للأسماء أو الاعتبارات المجتمعية وهو ما كان يتمناه كل محب لهذا الوطن المعطاء. إن مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين ستعزز من مفاهيم وقيم المجتمع الصحيحة وسترفع من مستويات العدالة الاجتماعية وستجعل كل مؤتمن يفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي فعل مشين يخون به أمانته ووطنه لتحقيق مصالحه الشخصية وتنفيع نفسه وشركائه في الفساد على حساب الوطن، فتطبيق القانون بحق كل فاسد مهما بلغت وجاهته يزيد من ثقة المجتمع في قيادته ويحد من انتشار نهج الفاسدين في مجتمعنا بعد أن ظن بعضهم بأنه من حقوق منصبه ليشرع فساده دون خجل من مجتمعه ووطنه، وهنا يأتي دور المجتمع برفض استقبال هؤلاء في مجالسهم ومناسباتهم وعدم مجاملتهم وتوجيبهم وتصدرهم للمجالس كما كان يحدث من البعض في مشهد كان يثير اشمئزاز الغالبية وامتعاضها من بعض النفاق الاجتماعي الذي كرس تواجد مثل هؤلاء في الصفوف الأولى وليعي كل فاسد بأنه منبوذ في مجتمعه. وأعلم بأن هناك من لا زال يعيش آثار الصدمة وعدم تصديق ما يحدث لكنها حقيقة وعليه أن يدرك بأن مصالح الوطن قد أصبحت أكبر من الأشخاص والمتنفذين مهما علا شأنهم فهم تحت طائلة القانون ولن يفلت أي منهم من عقوبته، لذلك نحن أمام واقع جديد لم نكن لنحلم به في يوم من الأيام لكن حلمنا تحقق وأصبح حقيقة.