يحظى الملك سلمان بن عبدالعزيز بحب جارف ليس في السعودية وحدها وإنما في العالم أجمع لجهة تفانيه في خدمة أمته العربية والإسلامية وحرصه على وحدة الصف العربي والإسلامي وما يبذله من جهود مضنية في الداخل لإطلاق القدرات السعودية وتعزيز كفاءتها بما يبشر بعهد جديد ونسق مختلف في الأداء وتنميط السلوك الإداري بما يتوافق والمتغيرات في عالم القيادة والإدارة. ولهذا تجيء أوامره الملكية بروح جديدة ونكهة مختلفة تشي بما يتمتع به -حفظه الله- من حس قيادي واستقلالية في الرؤية وتفرد في فهم المزاج العام وإلى أين يتجه وتفاعل منقطع النظير مع مواطنيه لتحقيق رفاهيتهم وتجنيبهم تداعيات دورات موجة انكماش الاقتصاد العالمي. وحرصه على أن يكون الإصلاح أمراً واقعاً في حياة المجتمع في كل مناحي حياتهم تحقيقاً للعدالة الاجتماعية وحفظاً للحقوق وصوناً للمكتسبات. قرار الملك سلمان بتشكيل لجنة عليا يرأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمحاربة الفساد يأتي في سياق النقلات الإصلاحية التاريخية والنوعية والتي بدأها الملك منذ توليه مقاليد الحكم وحتى هذه اللحظة وهو يسابق الزمن في اتجاه المستقبل المشرق بقرارات من الوزن الثقيل ليكون الوطن والمواطن على مستوى المسؤولية والتحدي والعطاء لينعم وطننا بغد مضيء ومواطنينا بغد أكثر أملاً وإشراقة. الأمر الملكي جاء ضمن مشروع إستراتيجية النهضة الوطنية ومتجاوزاً المفاهيم المعتادة تقليدياً بأفق ونظرة شمولية تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، ويعمل على محاصرة بؤر الفساد والمفسدين الذين اعتدوا على المال العام وأصحاب النفوذ الذين استغلوا مواقعهم للإثراء غير المشروع وأعاقوا مسيرة التنمية بالاستثمار في مناصبهم لمصالحهم الخاصة على حساب الوطن والمصلحة العامة. ومثلما قال -حفظه الله- في الأمر الملكي «وقد حرصنا منذ تولينا المسؤولية على تتبع هذه الأمور انطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه الوطن والمواطن، وأداء للأمانة التي تحملناها بخدمة هذه البلاد ورعاية مصالح مواطنينا في جميع المجالات، واستشعاراً منا لخطورة الفساد وآثاره السيئة على الدولة سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، واستمراراً على نهجنا في حماية النزاهة ومكافحة الفساد والقضاء عليه، وتطبيق الأنظمة بحزم على كل من تطاول على المال العام ولم يحافظ عليه أو اختلسه أو أساء استغلال السلطة والنفوذ فيما أسند إليه من مهام وأعمال نطبق ذلك على الصغير والكبير لا نخشى في الله لومة لائم، بحزم وعزيمة لا تلين، وبما يبرئ ذمتنا أمام الله سبحانه ثم أمام مواطنينا». وبعد.. هنيئاً لنا بملك الحزم والعدل الذي أثلج وأسعد قلوب شعبه تارة بعد أخرى بأوامر ملكية تاريخية وضعت مستقبل هذا الوطن العظيم فوق كل اعتبار لا مكان فيه للفاسدين والخونة والمرتشين.. الوطن يزهو ويفاخر بك يا سلمان بن عبدالعزيز لأنك قلت وفعلت.. ووضعت الكل.. الصغير.. والكبير.. لا فرق.. أمام مسؤولياتهم التاريخية تجاه وطن يستحق منا الكثير. اليوم.. الكل يعيش لحظة الحقيقة.. وكفى. [email protected]