لم يكن تدشين النادي الثقافي النسائي التابع لمركز الأميرة جواهر بنت نايف لدراسات وأبحاث المرأة بالدمام، والذي انطلق مؤخراً، بالحدث النمطي على غرار تلك التجارب التي اعتدنا عليها في افتتاح هذا النوع من الفعاليات، فيبدو أن هناك حالة مختلفة تلبست انطلاقة هذا النادي الثقافي، الذي ظهر في أول بدايته بشكل مختلف ومفاجئ، من خلال معزوفات موسيقية ناعمة سيطرت على المكان قبل أن ينطلق التدشين، وضيفات بدأ واضحاً أن هناك انتقاءً نوعياً لهن، حتى يشكلن بداية الوعي الفكري والثقافي الذي هدف إليه هذا التدشين. إلا أن اللافت هو نوع النقاش الذي أدير بعناية فائقة، والعزف الماتع الذي لون المكان بحالة من الأنثوية الطافحة والتلبس لحالة الفنون بشتى أنواعها والذي بدأ من معزوفة "وطني الحبيب" بأنامل عازفة العود ابتسام الوجيه، وعازفة القيثار أبرار زينل، واللتين كانتا محلقتين في جو من التماهي مع الموسيقى. ليثبت أن هناك نقلة نوعية من خلال الموسيقى، وتقديم سعوديات كعازفات في طرح جاء مختلفاً، وبعيداً عن المنصة الخشبية المسرحية العالية التي تعودنا على رؤيتها، وهذا ما أكدت عليه نائب الرئيس التنفيذي لصندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة "هناء الزهير" حيث قالت: إنهن وجدن أن عادة إقامة المحاضرات والدورات التدريبية النمطية في النوادي الأدبية والمراكز الثقافية لم يعد مجدياً، فانطلقن من خلال لغة الفن والحضارة والثقافة، لتصل إلى القلب النابض للمرأة. وكان لحضور ضيفات اللقاء الأول للنادي أثر في خلق أجواء من النقاشات التي اتسمت بالأحاديث العميقة والحميمة، فقد تناولت الإماراتية أمينة النصيري محور "بالأنوثة طريق الرجوع إلى حب الذات" واضعة على طاولة الحوار العديد من الأسئلة التي تدور حول الذات الأنثوية، ومفهوم الطاقة الإيجابية التي يجب أن ترتبط بالأنثى في حياتها، وهو النقاش الذي أكملته الإعلامية بدرية البشر، والتي بدأت حديثها بالسؤال الكبير، لماذا تشعر المرأة بالخسارة إذا تقدم الزمن على الرغم من صفات الطاقة الأنثوية العالية التي تتصف بها؟ فيما دعت الكاتبة حليمة المظفر المرأة إلى تفهم أنوثتها، التي لا تتمثل في جسدها، بل في القيم، وتعلم وتثق أنه ليس هناك تاريخ صلاحية تنتهي عنده الأنوثة.