رام الله (الضفة الغربية) - أ ف ب - حمل عازف القيثارة الأميركي الشهير بيل كيرشن قيثارته وتنقل فيها بين القدسورام الله ليعزف موسيقاه التي تحمل في جذورها الثقافة الأميركية. وقال كيرشن: «لا أحمل معي أي أجندة سياسية، وإنما جئت لأعزف الموسيقى وأحاول بث المتعة فيها للمستمعين الفلسطينيين». وتأتي زيارة الموسيقي كيرشن في ظل جهود حثيثة تبذلها الإدارة الأميركية من خلال زيارات مكوكية بين القدسورام الله لجلب الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الى المفاوضات السياسية المباشرة. وحول ما إذا كان بإمكانه ان يحقق ما عجز عنه السياسيون من خلال قيثارته وتنقله بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال: «أتمنى أن يكون للموسيقى أثرٌ في تحقيق السلام، وتحقيق ما تعجز عنه الحكومات، وليس هناك ما يمنع ذلك». وأضاف: «أعتقد ان 99 في المئة من الشعوب تريد الحياة والسلام، والمشكلة تكمن في حوالى واحد في المئة فقط يمانعون ذلك». وأشار الى أن «الموسيقى هي لغة عالمية، وأنا استمعت الى موسيقيين فلسطينيين على سبيل المثال، واستمتعت بها على رغم انها موسيقى شرقية وعربية». وتنقل كيرشن في قيثارته، خلال الأيام الأربعة الماضية، بين القدسورام الله ومدينة جنين في الضفة الغربية، وعزف مع موسيقيين فلسطينيين إضافة الى معزوفاته الخاصة «الروكابيليتي». وقدّم كيرشن (62 سنة) ليلة الثلاثاء - الأربعاء معزوفة خاصة أمام حوالى 300 مستمع فلسطيني في فندق «موفنبيك» في رام الله، بحضور القنصل الأميركي في القدس دانيال روبنسون، قال انها مهداة الى الشعب الفلسطيني، عن «الحب والسلام والتفاهم والتناغم». وأفاد كيرشن بأنه لم يكن يحمل صورة مسبقة عن الفلسطينيين، «لكني أحسست من خلال زيارتي الى جنين ونابلس أن الشعب الفلسطيني طيب وأهله يستحقون مكاناً للعيش فيه بسلام على هذه الأرض». وشملت معزوفات كيرشن وفرقته المكونة من ثلاثة أعضاء آخرين، ومن بينهم زوجته المغنية لويز، فقرات موسيقية نابعة من جذور الثقافة الأميركية، والتي تعرف بالروكابيللي، وهي موسيقى تشمل عناصر الروك آند رول والبلوز والبلو غراس. وكانت القنصلية الأميركية في القدس بادرت الى تنظيم زيارة عازف القيثارة الأميركي، وأفادت في بيان لها بأن هذه الزيارة «تأتي من خلال برنامج التبادل الثقافي الفلسطيني الأميركي». وأكدت القنصلية في بيانها أن زيارة كيرشن موّلت «من خلال منحة الفنون المسرحية من وزارة الخارجية الأميركية، إضافة الى تمويل خاص من القنصلية الأميركية العامة في القدس والبيت الأميركي في القدسالشرقية». وقال الملحق الثقافي في القنصلية الأميركية فرانك فنغر إن الهدف الأساسي من زيارة كيرشن وتقديم عروضه الموسيقية في الأراضي الفلسطينية هو «إنعاش التبادل الثقافي الأميركي الفلسطيني، إضافة الى تعزيز مفاهيم السلام والتعايش». وأضاف: «بالتأكيد ان الموسيقى تجمع بين الشعوب على رغم الاختلافات الثقافية بينهم، وهي طريقة من طرق تقريب الناس من بعضهم بعضاً». وشارك كيرشن في عرضه الموسيقي فرقة الروك أند رول الفلسطينية التي تحمل اسم «شيبات»، في اشارة الى إمكانية تمازج الشعوب بين بعضهم بعضاً من خلال الموسيقى. وكان كيرشن ترشح لجائزة «غرامي» العالمية، وامتهن الموسيقى والتأليف منذ أربعين سنة طاف خلالها أرجاء العالم. واعتبر القنصل الأميركي في القدس دانيال روبنسون ان كيرشن وفرقته «السفراء الأفضل للثقافة الأميركية في العالم».