أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس مؤسسة التراث الخيرية، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- رجل التاريخ ورائد التراث، والداعم الأول لمشروعات وبرامج المحافظة على التراث في المملكة بمجالاته المختلفة، أعطى الأولوية من اهتمامه للتراث الإسلامي عبر مراحل تاريخية متعددة، خصوصاً مواقع السيرة النبوية، والمساجد التاريخية، وقبل ذلك كله الحرمان الشريفان من خلال مشروعات التوسعة والتطوير المتتابعة، وهذا الاهتمام يستكمل مسيرة ملوك الدولة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وقال سموه في كلمته التي ألقاها أمس الأربعاء في افتتاح (المؤتمر الدولي للمحافظة على التراث في العالم الإسلامي) في إسطنبول: "يسعدني أن أشارككم في هذا المؤتمر الدولي الذي يناقش قضية مهمة، كرست لها جزءاً من حياتي، وهي قضية المحافظة على التراث في العالم الإسلامي. ونشكر منظمة التعاون الإسلامي(OIC)، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية(أرسيكا) ومديره المميز، د. خالد أرن، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) على تنظيم هذا المؤتمر"، فعالمنا الإسلامي يمر بمرحلة تتطلب مزيداً من الجهود والتعاون نحو المحافظة على تراثه كمكون أساسي لهويتنا ومكانتنا بين الأمم، ولمستقبل أجيالنا". وأضاف: "وكما أن التراث الإسلامي أصبح تراثاً عالمياً، وانتشار الإسلام على مستوى العالم يجعل كلمة العالم الإسلامي تشمل جميع أجزاء العالم، وبالرغم من أن عدداً من الدول الإسلامية قطعت مرحلة جديدة في المحافظة على تراثها وتنوعه وتأهيله وتوظيفه خصوصاً التراث الإسلامي؛ إلا أننا لا نزال في أمس الحاجة إلى المزيد من العمل والتعاون في هذه المرحلة الحساسة من عمر العالم، وفي مقدمة الدول ذات التجارب الناجحة في المحافظة على تراثها تأتي الجمهورية التركية بقيادة فخامة الرئيس رجب أوردوغان، وهذا ما شهدته من جهود جبارة تتمثل في تأهيل وترميم وتوظيف المعارض التاريخية خصوصاً في مدينة إسطنبول، ذات التاريخ الحضاري المتنوع في عمارته وفنونه التي انصهرت فيها حضارات الشرق والغرب". وأكد سموه أن اهتمام المملكة وعنايتها بآثار الحضارة الإنسانية على أرض الجزيرة العربية هي من باب العناية بتاريخ الدين الإسلامي ذاته. إننا نعلم أن الإسلام لم يظهر في أرضٍ فارغة من الحضارات، وإن كل ما وقع على أرض الجزيرة العربية من أحداث وتقاطعات حضارية وإنسانية عبر التاريخ بمثابة مقدمات وبشائر أفضت إلى بزوغ شمس الإسلام من هذه الأرض المباركة، لذلك فإن العناية بآثار الحضارة الإنسانية على أرض الجزيرة العربية تُعد في نظرنا من باب العناية بتاريخ الدين الإسلامي ذاته. ومع بزوغ شمس الإسلام باشر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتوحيد أطراف الجزيرة العربية لتساهم في حمل راية الإسلام إلى بقية شعوب الأرض، وتعاقبت بعده عليه الصلاة والسلام دول وممالك إسلامية. ثم قامت الدولة السعودية المباركة في عام 1944م بتوحيد أكبر مساحة من الجزيرة العربية سياسياً واجتماعياً وجغرافياً واقتصادياً، وبناء كيان راسخ أساسه الإسلام وخدمة المسلمين وترسيخ القيم العربية والإسلامية السامية. وتطرق سموه إلى مبادرة "السعودية وجهة المسلمين" التي تتيح للقادم للعمرة والزائر التعرف على مواقع التراث الإسلامي، واستكشاف الخصائص الثقافية والمعالم التاريخية. وأشار سموه إلى التعاون بين مؤسسة التراث الخيرية بالمملكة ومركز الأبحاث والتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية آرسيكا، وكان أول ثمارها تنفيذ برنامج لقاعدة معلومات التراث العمراني في الدول الإسلامية. وقال:آمل من جميع المسؤولين الحاضرين اليوم وفي الدول الإسلامية دعم قاعدة المعلومات بالمواقع التراثية في دولهم لتوثيقها وإبرازها عالمياً، وإتاحتها للباحثين والخبراء. سلطان بن سلمان يلقي كلمته بمؤتمر إسطنبول