أكد المشرف العام على الإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة د. مشاري الدخيل أن 75 % من حالات التسمم التي رصدتها الوزارة في المجتمع السعودي بسبب المطاعم. وقال د. الدخيل عقب افتتاح المؤتمر الدولي لسلامة الغذاء والرعاية الصحية مساء الأحد في الرياض إن "الصحة" شكلت لجنة رباعية لمتابعة حالات التسمم، وتبين أن 75 % منها بسبب المطاعم وأن 25 % من جهات أخرى، موضحاً أن الوزارة والجهات الأخرى ممثلة في الهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الداخلية، تتابع وتراقب هذا الجانب لمعرفة مصدر التلوث والتسمم وتتقصى الحقائق والمعلومات لإيقاع العقوبات وما يتطلبه النظام في هذا الشأن. وكشف أن نسبة السمنة في المجتمع السعودي بلغت 36 %، ونسبة السكر 27 %، مؤكداً أن الأمر يحتاج إلى تكاتف قوي للحد من الأمراض في المجتمع، وأن المؤتمر سيسلط الضوء على الأمراض المزمنة وكيفية معالجتها. وأردف د. الدخيل أن هناك لجانا وطنية للصحة المدرسية والمقاصف المدرسية بالإضافة لبرامج جديدة مطبقة سترى النور قريباً وسيتم الإفصاح عن أرقام تسعد الجميع. وفي تصريح خاص ل"الرياض" حول متابعة أغذية الحمية وما دور الوزارة حيالها، أشار إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء ستباشر وتنفذ عملية تسجيل البطاقة الغذائية على جميع الوجبات الصحية والسريعة، ويتمثل ذلك في متابعة مكوناتها وسعراتها الحرارية (الكربوهيدرات والبروتينات والدهون). وأضاف: نحن نعاني من ارتفاع أمراض السمنة ومضاعفاتها، فتصحيح السلوك والمفاهيم مطلب من هذا المؤتمر الذي يعد لبنة أساسية لتوعية الناس، كما يهتم بطرح الأوراق العلمية والبحثية مما يتوافق مع الجوانب الصحية الكثير منها عن السلامة الغذائية والرعاية الصحية، لافتاً إلى أن الهدف من المؤتمر هو توعية الناس والتخفيف من الهدر الغذائي والأمراض المزمنة والأخطاء الموجودة التي يمارسها المجتمع السعودي. بدوره، قال أمين عام اتحاد المستشفيات العربية ورئيس الجمعية السعودية للوبائيات د. توفيق خوجة: على الرغم مما طرأ على التغذية من تحسينات كنتيجة للنمو الاقتصادي، وكحصيلة طبيعية لتطور القطاع الصحي والخدمات، إلا أن النظرة العامة السريعة على برامج التغذية في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، تدلُّ على أن عبء المرض المصاحب لعدم كفاية المدخول الغذائي، يعتبر العامل المباشر المتسبب في سوء التغذية، وأن هذا العبء آخذ في التزايد في العديد من بلدان الإقليم. وتشهد العديد من البلدان أيضاً عبئاً مزدوجاً للمرض، ففي الوقت الذي لم تتم فيه السيطرة على الأمراض السارية سيطرة كاملة، نجد أن عبء الأمراض غير السارية آخذ في التزايد، ويبعث هذا التحول في التغذية على القلق، نظراً لتأثيره السلبي على النُظُم الصحية، ولايزال سوء التغذية من أهم المشكلات الصحية، ذات العواقب الوخيمة التي يصعب تجاهلها، إذ إنه يمثِّل أكبر عامل يسهم بمفرده في وفيات الأطفال، ومن المعروف بأن 15 % من العبء العالمي لوفيات الولدان والأطفال، يقع في بلدان الإقليم. وعلى مستوى العالم، يقدَّر أن 30 % من وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر، يُعزى إلى سوء التغذية الخفيف أو المعتدل. وقد زادت النسبة الإجمالية لنقص الوزن لدى الأطفال دون سن الخامسة من العمر في الإقليم من 14 % في 1990 إلى 17 % في عام 2004. وتسهم الأمراض غير السارية المرتبطة بالغذاء في زيادة معدلات الوفيات والمرضى في الإقليم، نظراً لزيادة عبء زيادة الوزن والسمنة وسائر الأمراض غير السارية المرتبطة بالغذاء. ويقدَّر أن الأمراض غير السارية في الإقليم تسببت في 52 % من جميع الوفيات، وفي 47 % من عبء المرض في 2005 والذي يتوقع ارتفاعه ليصل إلى 60 % في 2020. وفي نهاية المؤتمر تم تكريم د. خوجة بالشخصية العالمية لسلامة المريض من قبل المجموعة الأميركية لسلامة الرعاية، ضمن قائمة الأسماء المعتمدة لأفضل عشر شخصيات عالمية مؤثرة في مجال تعزيز سلامة مأمونية المريض وتجويد الخدمة الصحية، تقديراً لمسيرته العلمية والعملية.