تمكن استشاريو الأطفال والأشعة التداخلية والقسطرة بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان من إجراء عملية معقدة لإنقاذ طفل حديث الولادة يبلغ من العمر 10 أيام، يعاني من تشوهات خلقية نادرة في منطقة البطن، كادت أن تودي بحياته لولا عناية الله ودقة تشخيص الفريق الطبي المعالج لحالته المرضية. هذا ما أوضحه الدكتور مصطفى محمود استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الريان الحاصل على الزمالة الألمانية، والذي أضاف بأنه عند ولادة الطفل وإجراء الكشف السريري والتحاليل المخبرية الأولية تبين وجود خلل في وظائف الكبد واضطراب في التنفس، بالإضافة إلى ارتفاع في نسبة التخثر بالدم وتضخم في الطحال وكذلك نقص حاد في سكر الدم. وقال استشاري الأطفال وحديثي الولادة إنه على الفور تم استدعاء فريق طبي مكون من استشاريي الأشعة التداخلية والقسطرة لاستكمال التشخيص وإجراء فحوصات الأشعة المقطعية (C.T Scan) والتصوير الشرياني والوريدي الملون على منطقة البطن، حيث تبين وجود تشوه وعائي في أوردة الكبد والحاجة لمعالجته للحيلولة دون حدوث مضاعفات تنتهي بالتليف والتشمع الكبدي لا سمح الله. وأكد الدكتور مصطفى أنه بعد الاطلاع على كافة الفحوصات والتحاليل، تم اتخاذ القرار بإجراء عملية قسطرة عاجلة من خلال وريد الحبل السري، والتي تعد سابقة لعلاج مثل هذه الحالات المرضية، مشيراً أن العملية استغرقت ساعتين، وتم فيها عمل قسطرة شريانية للأوعية الدموية المصابة في الكبد وإغلاقها بواسطة مادة بلاتينية. وفي الختام قال الدكتور مصطفى: إن العملية أجريت بنجاح ولله الحمد، نقل بعدها الطفل للعناية المركزة لحديثي الولادة وذلك للاطمئنان على مؤشراته الحيوية، وبفضل من الله استقرت وظائف الكبد والصفائح الدموية لدى الطفل، وبدأ في الرضاعة الطبيعية. مفيداً أن الطفل تماثل للشفاء وخرج من المستشفى وهو بصحة جيدة بعد 5 أيام من المتابعة الحثيثة، وبعد زوال كافة الأعراض السابقة.