هو السفر بواسطة الرسم او تأمل اللوحات المشهورة عالميا، بدون الانتقال من المكان او الإبحار بعيدا في الزمان. والرسم لغة جميلة، لغة ملونة تشبه الشعر، بل هي الشعر مرسوما بالفرشاة او الأقلام الملونة. يقول الرسام العالمي ليوناردو دافنشي بان الرسم شعر اخرس، اما الشعر فهو رسم ناطق. وبالرغم من ان شاعر الهند روبندرونات طاغور لم يحترف الرسم الا في شيخوخته، فقد قال ان الرسم هو غرام شيخوخته، وهو يعتبر لوحاته شعرا منظوما في خطوط جميلة مثل شعره المقروء. وهناك علاقة بين الرسم والموسيقى، حيث ان الرسم لا يكتمل بدون ألوان، والألوان في رأي الفنان عبارة عن موسيقى لاتسمع بالأذن بل بالعينين. والرسم يحتاج الى طقوس وتفرغ وموهبة، فقد كان الرسام العالمي بابلو بيكاسو يقول انه عندما يذهب الى مرسمه فكأنه يذهب الى مكان مميز يخلو فيه الى نفسه، والى مصدر إلهامه وعبقريته. الرسم ليس فنا شعبيا خالصا مثل الموسيقى مثلا، بل هو فن أرستقراطي. فمن يملك اللوحات الفنية المشهورة عادة هي المؤسسات الكبرى والمتاحف العالمية والأثرياء، مع ان بعض الرسامين من الفقراء. وعندما تتأمل اي لوحة مشهورة سوف تحتار في تفسيرها، لانها تحمل في أعماقها روح الفنان وتأملاته ومشاعره في الحياة. كثير من الكتاب عجزوا عن فك شيفرات بعض اللوحات المشهورة، ومنها لوحة ( الموناليزا)، وكل محاولة للقيام بذلك تبقى مجرد محاولة فقط.لقد حاول المؤلف الاميركي دان براون في روايته الشهيرة ( شيفرة دافنشي) فك شيفرات لوحة ( الموناليزا) ،لكنه للأسف لم يستطع كشف جميع أسرارها. السفر بالألوان، او عند النظر في الألوان والظلال خلال اللوحات الفنية، يجعلك تسافر الى المجهول لتعود اكثر معرفة واكثر قدرة على تذوق جمال السفر في تلك الأبعاد الملونة. وسوف تعود من سفرك من خلال تأمل اللوحات الجميلة او الرسم الجميل، وقد حظيت برحلة جميلة. رحلة يمتزج فيها الأمل والرجاء بالألوان الزاهية والظلال الباهتة لتضفي عليك مزيدا من السعادة ومزيدا من استكشاف الجمال.