أوضحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في بيان صحفي، أن ما يجري تداوله هذه الأيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض منصات الإعلام الالكتروني لمنشآت حجرية ذات تاريخ قديم في حرة خَيْبَر بمنطقة المدينةالمنورة، هو جزء من منشآت حجرية تتوافر بكثرة في أراضي المملكة واكتشفتها الهيئة منذ وقت مبكر جداً، وأجرت الكثير من الدراسات حولها وهي تعود لفترة العصر الحجري الحديث التي تميزت بظهور بوادر الاستقرار البشري معرفة الزراعة وتدجين الحيوان وتوافر الغذاء، وهذا النوع من الاكتشافات يضاف إلى سجل الجزيرة العربية الحافل بآلاف الحقائق العلمية الدامغة التي تبين تعاقب الحضارات على الجزيرة العربية. وبينت الهيئة أنها ومنذ وقت مبكر أجرت عدداً من الدراسات المتعلقة بالمنشآت الحجرية المتوفرة في أرض المملكة حيث قام عدد من الباحثين والأكاديميين بدراسة المنشآت الحجرية ومنهم الدكتور عبدالعزيز الغزي، والدكتور عبدالله الشارخ، والشيخ عبدالله الشايع، والدكتور سيد أنيس هاشم، والأستاذ ماجد السنيدي، كما قام الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري بدراسة المنشآت الحجرية في حرة خيبر في كتابه المعنون " خيبر الفتح الذي سر به النبي صلى الله عليه وسلم" وربطها بالمواد الأثرية التي وجدت على ضفاف أودية الغرس، وغمرة، والحفيرة، والقاع والتي يعود تاريخها للعصر الحجري القديم والعصر الحجري الوسيط. وقالت الهيئة إن مسوحات التنقيب أظهرت أن المنشآت الحجرية تعتمد في بنائها على حجارة منتظمة وغير منتظمة وتوجد هذه المباني في أشكال فردية أو مجموعات كبيرة في أعالي الجبال وسفوح الأودية وكذلك في المناطق السهلية، وبحسب الهيئة فإن هذه المنشآت تكشف قدرة الجماعات البشرية على تأمين الاحتياجات المعيشية وتخزينها. وبينت الهيئة أن المنشآت الحجرية تعتمد على مقاييس دقيقة في الغالب وأشكال هندسية متقاربة في الشكل ومختلفة في الأحجام والأطوال فمنها المستطيل والمربع والدائري والمثلث وبعضها ينتهي بذيل طويل من الحجارة، وجزمت الهيئة أن الباحثين اختلفوا في بيان أسباب نشأة هذا النوع من المنشآت مما أوجد عدداً من الآراء المختلفة حول إنشائها منها ما يعتقد كونه مرتبطاً بدلائل وعلامات للطرق القديمة والموارد المائية، وربما تكون لأشخاص لهم قيمة اجتماعية في تلك الحقبة أو أن لها ارتباطاً بمعتقدات دينية.