كم أنت جميل أيها الحب وأنت تورث السعادة للجميع في سرور وحبور، وكم نحن على استعداد أن نمنحك نسخاً من مفاتيح القلوب والبيوت فنحن الضيوف وأنت رب المنزل.. كيف لا؟ وأنت توجه عناصر إدارتك اللائقة بكل ثقة واقتدار من بهجة وسعادة، من سرور وغبطة، من راحة واطمئنان، من هدوء وسكينة، وغير ذلك من جنودك المجهولين الذين يزرعون البسمة في الشفاه أينما حلوا. الإشارة منك عطاء، ودورك النبيل في إحساس الناس ببعضهم البعض وفاء ووسام على صدور الشرفاء، كم كنت للقلوب الجريحة بلسماً وشفاء، كم كنت في الماضي والحاضر واحة غناء، لله درك ما أرقك، ما أجملك، لله درك ما أطيبك، يمنحنا الإله إياك فله الشكر والثناء، تساند الفقراء، تساعد الضعفاء، وتستثير أحاسيس النبلاء بنقش ريشتك الجميلة في القلوب، هذه اللوحة التشكيلية الفريدة لا يقوى على رسمها الفنانون النجباء، تحاكي كريم النفس بالشهامة والمروءة، تشحذ الهمم بما أعد الله لمن كان سبباً في سعادة الإنسان من أجر ومثوبة، يدعو المريض ربه ويناجي خالقه فتتسلل بخفاء لقلوب الأطباء وأحاسيس الفنيين الشرفاء ومشاعر الصيادلة النجباء لتشمّر عن ساعديك وتقهر الألم، تزيل آثار السقم بمشيئة المولى العزيز الجبار. إن قلت: أحترمك لا تكفي، إن قلت: أجلك وأقدرك فأنت أهل لذلك، الكل بحاجة إليك فإن قمت بالزيارة فأطل، فمثلك لا يكون على القلب إلا كما الريشة؛ بل أخف من الظل، موعد الزيارة لك مفتوح، ورسائل الترحيب مكتوبة بحبر لا يجف وحروف من ذهب لما تحمله من سرور وسعادة لكل من استدعاك وعانقته وعانقك، فمن خلالك تعبر الكلمة الرقيقة لتحاكي نبل إحساس المرء في نسقٍ بديع متجانس مزهو بالترابط بالتكاتف والتآلف لتسمو بالروح وتحلق في سماء الفضيلة واحتساب المحب الأجر والمثوبة من لدن عزيز مقتدر. يا إلهي أما آن لمضخة الكره أن تتوقف عن إيغار الصدور وإثارة الأحقاد بين الناس وتعطيل المصالح، فما لبثت آثار الكراهية البغيضة في القلوب تجلب الهم والغم والعار، بل إنها سبب رئيس دون رقي وتطور، دون استقرار ونماء، فلا سبيل لإيقاف امتداد هذه الإفرازات البغيضة سوى الحذف من الذاكرة وتنقية الفؤاد من نوايا ماكرة، بادر بتحميل تطبيق قيم المحبة والرفق والتصالح واللين والتسامح، فالضغينة ليس لها مكان بيننا، فمصيرها حتماً إلى سلة المحذوفات والتجاهل.