لم يخطر في بال من يعمل في الإعلام بأن يصل حجم تأثير وسيلة إعلام إلى درجة مطابقة أو قريبة من المشهد على أرض الواقع. يحدث ذلك عند مشاهدة محتوى بتقنية الواقع الافتراضي عندما يصل المشاهد إلى مرحلة الشعور الغامر، ووصوله لهذه المرحلة مرتبط بعدة عوامل بعضها يتعلق بالتقنية المستخدمة في الإنتاج وأخرى ذات علاقة بالمشاهد ذاته. تقنية الواقع الافتراضي لم تعد نظارة مشاهدة فقط بل هي مجموعة أدوات تتفاعل مع بعض، كاستخدام الصوت والصورة وتقنية الكراسي المتحركة حسب المشهد وهذا ما يجعل من مشاهدة المحتوى بمثابة تجربة غامرة (Immersive experience) وليس فقط مشاهدة فيلم، أما عن استخداماتها فبدأت تظهر معالم استخدامات حديثة ومنها على سبيل المثال إطلاق مؤتمر صحفي بتقنية تصوير 360 درجة بحيث يمكن للصحفيين من مختلف أنحاء العالم مشاهدة المؤتمر الصحفي مباشر عبر نظارة واقع افتراضي وبزاوية مشاهدة 360 درجة، وهو ما يتيح للصحفيين التفاعل وكأنهم في مقر المؤتمر الصحفي. الشعور الغامر في الواقع الافتراضي ومستقبله لفت انتباه مؤسس فيس بوك مارك زوكربيرج منذ عدة سنوات، وهذا ما دفعه لشراء شركة أوكيولوس الناشئة مقابل 2 مليار دولار بالرغم من أن فيس بوك شبكة تواصل اجتماعي وليست شركة متخصصة في الإعلام، وأطلق تصريح في حينها "نراهن في الأجل الطويل أن يكون الواقع الافتراضي والمعزز "الغامر" جزءاً من حياة الناس اليومية"، وهذا التصريح من رائد أعمال من أوائل من ساهموا في انتشار شبكات التواصل الاجتماعي يكشف أهمية التقنية. الأسبوع الماضي أعلن مارك زوكربيرج أنه يستهدف لأن يصل مستخدمو تقنية الواقع الافتراضي لمليار مستخدم. لم يحدد الوقت المستهدف ولكن الرقم الذي أعلنه وببساطة أنه يستهدف 15 ٪ من سكان الكرة الأرضية وهو عدد مستهدف ضخم يكشف عن تبلور مستقبل التقنية. ذكر التصريح مع إعلان ابتكار جديد وهو نظارة واقع افتراضي طورتها شركة أوكيلوس تعمل دون الحاجة إلى هاتف محمول أو حاسوب لمشاهدة المحتوى، وتحوي أيضاً على نظام سمعي كذلك وهذا يعني لا حاجة لارتداء سماعة أو حاسوب والأهم من كل ذلك كسرت أهمية الهواتف الذكية كوسيلة عرض محتوى، وهذا الابتكار هو بداية عصر جديد لإنتاج نظارات واقع افتراضي منخفض التكلفة، يتيح دخول عدد أكبر من المستخدمين إلى عالم الإعلام الغامر.