إن نظرت إليها أعجبتك بحسنها، وإن قرأت عنها أبهرتك بمجدها، وإن شبهتها بغيرها ظلمتها.. فهي المتفردة والفريدة من نوعها.. خصها الله ببيته وحدها، أرض إن عظمتها عظمت موجدها. بلادي درة ليس كمثلها بلاد.. لا تبدل ولا تستبدل، حدودها عصية على المعتدين، عجزت عنها جيوش كسرى وقيصر، وأهلك الله على أرضها أصحاب الفيل، أبادت صحاريها الطامعين، وابتلعت رمالها الذهبية أجساد الحاقدين.. لينة طيعة لمن يغمرها بالحب، والتضحيات. تشققت أرضها زمزماً تحت أقدام هاجر وإسماعيل، وأنجبت أرضها سيد الخلق أجمعين، شهد غارها رسالة الله للعالمين، أطعمها الله من جوع، وأمنها من خوف، وخصها برحلة الشتاء والصيف، يأتيها الناس من كل فج عميق ملبين ومكبرين، من أرضها أضاءت الرسالة المشرقين والمغربين. حبها فطري كحب الأمهات، والفخر بها من أجمل الصفات، جمع خيوطها ابن عبدالرحمن ونسج منها واحة للأمان، كل ذلك بفضل من المنان.. ما أجملها أرضي.. عزيزة شامخة، حبها يأسر القلوب، وفراقها ضرب من الجنون. اللهم إنا نستودعك ديننا ووطننا وولاة أمرنا وجنودنا واستقرارنا من كل حاقد، ومخرب، وعابث.. اللهم اجعله بلداً آمناً مطمئناً إلى يوم يبعثون.