دعا القائد العام للقوات المسلحة العراقية، حيدر العبادي، قوات البيشمركة الكردية إلى أداء واجبها تحت إمرة القوات الاتحادية، فيما طمأن المواطنين في كردستان العراق ومحافظة كركوك، بأن القوات حريصة على سلامتهم. وقال العبادي، في بيان تلقت "الرياض"، نسخة منه: "إن واجبي هو العمل وفق الدستور لخدمة المواطنين وحماية وحدة البلاد التي تعرضت لخطر التقسيم نتيجة الإصرار على إجراء الاستفتاء الذي نظم من قبل المتحكمين في إقليم كردستان ومن طرف واحد، وفي وقت نخوض فيه حرباً وجودية ضد الإرهاب المتمثل بعصابة داعش الإرهابية". وأضاف العبادي "حاولنا ثني الإخوة في الإقليم عن إجرائه وعدم خرق الدستور والتركيز على محاربة داعش، ولم يستمعوا لمناشداتنا ثم طالبناهم بإلغاء نتائجه ودون جدوى أيضاً، وبينا لهم حجم الخطر الذي سيتعرض له العراق وشعبه لكنهم فضلوا مصالحهم الشخصية والحزبية على مصلحة العراق، إضافة إلى استخفافهم بالرفض الدولي الشامل للاستفتاء ولتقسيم العراق وإقامة دولة على أساس قومي وعنصري". ونوه إلى "أننا نطمئن أهلنا في كردستان وفي كركوك على وجه الخصوص، بأننا حريصون على سلامتهم ومصلحتهم ولم نقم إلا بواجبنا الدستوري ببسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية في هذه المدينة، التي نريدها أن تبقى مدينة تعايش سلمي لكل العراقيين بمختلف أطيافهم". وطالب العبادي المواطنين التعاون مع القوات المسلحة الملتزمة بتوجيهات مشددة بحماية المدنيين بالدرجة الأولى وفرض الأمن والنظام وحماية منشآت الدولة ومؤسساتها، كما دعا قوات البيشمركة إلى أداء واجبها تحت القيادة الاتحادية باعتبارها جزءاً من القوات العراقية المسلحة. ووجه العبادي الشرطة المحلية والأجهزة الاستخبارية في كركوك حماية المواطنين وممتلكاتهم وأن يكونوا على درجة عالية من اليقظة والحذر لمنع مروجي الفتن من أن يوقعوا بين أبناء الوطن الواحد. في حين، قالت قيادة الشرطة الاتحادية في بيان تلقته "الرياض": إن "قطعاتنا تمكنت من السيطرة على 13 هدفاً في كركوك، حيث إن هذه الأهداف هي معمل غاز الشمال، ومحطة كهرباء ملا عبدالله، وجسر مريم بيك، وجسر خالد". وأضافت القيادة في بيانها أنه "تمت السيطرة على قرية سرجلان، ومركز شرطتها، والمستودعات الحديثة، وفلكة الحويجة، ومقر آمرية أفواج الحويجة، وقرية جحيش، وتقاطع الرشاد، وقرية طوبزاوه، وقرية قرش تبه". من جانب آخر أكدت القيادة العامة لقوات البيشمركة في كردستان العراق أن هجوم الحشد الشعبي والقوات العراقية على كركوك أمس كانت بقيادة الجنرال الإيراني اقبالبور من الحرس الثوري الإيراني، وبأسلحة أميركية متطورة، مؤكداً على أن البيشمركة سترد على العدوان وستظل تدافع عن شعب كردستان. وقالت القيادة، في بيان صحفي: إن "الهجوم الذي شنته القوات العراقية والحشد الشعبي والقوات المرتبطة بجيش القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يعد انتقاماً من شعب كردستان الذي عبر عن إرادته الحرة، وانتقامًا من أهالي كركوك لمواقفهم البطولية". وأشارت إلى أن "بعض القيادات التابعين للاتحاد الوطني الكردستاني قاموا بإصدار الأوامر لقطعات البيشمركة في بعض المحاور بالانسحاب، ما سهل على القوات المعتدية التقدم باتجاه مدينة كركوك". وأضافت :" نعلن للجميع بأن الحشد الشعبي هاجم كركوك بأسلحة أميركية ومدرعات ابرامز الأميركية، وأسلحة متطورة من دول التحالف تلك الأسلحة التي زودت بها القوات العراقية بذريعة محاربة داعش، والتي حرمت منها قوات البيشمركة طوال ثلاث سنوات من الحرب ضد داعش". وقالت: "على الرغم من خيانة البعض والتآمر بين الحكومة العراقية والحرس الثوري، فإننا سندافع عن شعب كردستان ولن نسمح تمرير هذا العدوان السافر". وطالبت "قوات البيشمركة وجميع أبناء شعب كردستان، بالدفاع"، مشيرة الى أن حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان، وستدفع ضريبة ثقيلة جراء هذا الظلم".