تُعد مدينة جازان للصناعات التحويلية محورا مهما للنمو الاقتصادي لمنطقة جازان، وهي بمثابة المحرك المستقبلي الرئيس للاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة، كما ستعمل المشروعات الضخمة التي تُنفذ هناك على تغيير ملامح المنطقة، وتتضمن مصفاة جازان، ومجمعا لتوليد الطاقة، وميناء بحرياً، ويأتي هذا الدعم للمشروعات العملاقة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. وتعد مصفاة جازان من بين أضخم مشاريع التكرير التي أُنشئت خلال العشرين عاما الماضية على مستوى العالم، بحجمه، وتقنيته المتقدمة، وطاقته الإنتاجية، وتكامله الهادف لتعظيم القيمة، فالمصفاة مصممةٌ لمعالجة أكثر من 400 ألف برميل في اليوم من الزيت العربي الثقيل والمتوسط، لتوفير اللقيم للصناعات التحويلية وتلبية احتياجات المنطقة من المنتجات النفطية المكررة، في حين يشمل مجمع توليد الطاقة أول معمل في المملكة لتحويل سوائل البترول الثقيلة إلى غاز منقّى نظيف ومن ثم إنتاج الكهرباء باستخدام تقنية الدورة المركبة عالية الكفاءة بطاقة مقدارها 3900 ميجاواط، وسيصدر هذا المجمع ما يربو على 2400 ميجاواط لشبكة الكهرباء الوطنية، وبذلك ستتوفر الطاقة النظيفة بطريقة اقتصادية وبجودة واعتمادية عالية، وتم تصميم هذا المجمع لكي يتكامل مع مجمع التكرير مما يساعد في إنتاج الكهرباء والمنافع بكفاءة عالية وسوف يتيح هذا المعمل إمكانية الاستغناء عن معامل إنتاج الكهرباء الأقل كفاءة خارج مواسم الذروة في المنطقة بالتنسيق مع شركة الكهرباء السعودية. وتعمل شركة أرامكو على إنشاء ميناء المدينة الاقتصادية وتهيئة وتطوير البنية التحتية للأراضي الصناعية والسكنية وإنشاء شبكة الطرق لكي تكون المدينة رافدا من روافد الاقتصاد للمملكة عموما وللمنطقة بشكل خاص، ويسير العمل في مشروع مدينة جازان للصناعات التحويلية بمرافقه المختلفة الصناعية والخدماتية بشكل جيد ومتسارع، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز 50 % في كافة أعمال المشروع. وسيكون الميناء أحد أهم الموانئ في المنطقة بفضل موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر وبالقرب من منطقة القرن الأفريقي، ليمثل محطة إضافيةً للعديد من الفرص في مجالات النقل البحري وأعمال الشحن والتصدير، وسيتكون الميناء من قسمين صناعي وتجاري، بحيث يضم الميناء الصناعي فرضة للمنتجات البترولية، ورصيف صناعي لاستيراد المواد السائبة، فيما يحتوي الميناء التجاري على رصيف بطول 1.6 كيلومتر لمناولة الحاويات والبضائع ومناطق للتخزين وفق أحدث وسائل التقنية والتحكم بطاقة مليون حاوية في العام للمرحلة الأولى و2.5 مليون حاوية في العام للمرحلة الثانية مستقبلًا.