كانت صدمة كبيرة للوسط الرياضي السعودي وهو يتلقى خبر المديونية والعجز الكبيرين في ميزانية نادي النصر، وهو ما كشفته الجمعية العمومية مساء الاثنين تنفيذا للتوجيهات الصارمة من رئيس الهيئة الشيخ تركي أل الشيخ والتي تحمل كثيرا من المعاني من أهمها ضبط الاندية السعودية ماليا. حجم الارقام النصراوية (أكثر من 205 ملايين ريال) اثار الفزع في الاوساط الكروية السعودية واظهر تساؤلات جديدة عن اعلان نادي النصر أنه سدد كثيرا من الديون والرواتب المتأخرة لنحو عشرة أشهر بما يسمح له بالتسجيل محليا وخارجيا وهو ما حدث، وكأن اتحاد كرة القدم الذي يرأسه عادل عزت قد تلقى ارقاما غير التي اعلنت عنها الجمعية العمومية، الصدمة لم تكن في هذا الشأن فقط بل من خلال، الإصرار النصراوي على المشاركة الآسيوية وكأن الأمر سيكون متاحا له في ظل الارقام المديونية الكبيرة وكأنها ستتجاوز المحظور تشابها بما تم خلال فترة التسجيل. الصدمة التي تلقاها الوسط الرياضي السعودي بعد الارقام النصراوية الصعبة تجعل اتحاد عزت في محل التساؤل.. كيف حدث هذا؟ ومن سمح بالتسجيل خلال الفترة الصيفية الماضية؟، لتفتح ملفا سعوديا صعبا بعد ملف الاتحاد الذي بدأ ان الكل يتعاطف معه بعد أن اتضح أنه ضحية لعبث رؤساء سابقين، لن يفلتوا من العقاب كما تشير الدلائل. من المسوول عن العبث بين النصر والاتحاد من جهة واتحاد كرة القدم السعودي من جهة أخرى تبرز تساؤلات عن حجم العبث الذي تعاني منه الكرة السعودية والأمر ليس خاصا باتحاد عزت بل بما سبقه ايضا من اتحادات، لأن التنازلات والمحسوبيات ربما أفسدت الكرة السعودية ولولا عهد الانقاذ الاخير الذي يقوده رئيس الهيئة الجديد لكانت الامور الآن في مهب الريح.نؤكد هنا أنها ليست مجرد مشاكل عابرة يمكن حلها بسهولة ومن ثم تجاوزها، هي اشكالية وقضية كبرى في مشوار الكرة السعودية قد تفضي الى هبوط أحد أنديتها الى درجة أقل مما هو عليه وربما يطال الأمر الاتحاد أو النصر أو أي ناد آخر والمحصلة النهائية سمعة سيئة لانديتنا واتحادنا ورياضتنا بصفة عامة، ولسنا نبالغ هنا اذا قلنا أن الامر قد بلغ وضعا صعبا وبكل الأسف من أن تبلغ القضايا المالية عن الاندية السعودية حدا قد يبلغ في ازمته ان توقف كل الاندية السعودية من التعاقدات الخارجية ولن نلوم "الفيفا" ان فعل ذلك من جراء العبث الدائر محليا فيما بين التعاقدات الكثيرة المتتالية وبين عدم الوفاء بالتزامات تلك التعاقدات. مأساة تثير الريبة لن نستطرد في حيثيات المأساة التي تعيشها الكرة السعودية وعلى رأسها الاتحاد والنصر والخوف من أن يطالهما قرار أكثر شدة من خصم النقاط وايقاف التعاقدات، لكننا ازاء مأساة لا بد من التدخل ومن أعلى المستويات لحلها، والأهم ايقاف العبث الدائر من الجهة المسؤولة اتحاد كرة القدم، هذا الاتحاد الذي كان سببا أولا بما يحدث حين ترك الحبل على الغارب، بل إنه قد أدى الى فضيحة كروية سعودية في الاوساط الآسيوية بالموافقة على طلب اصدار الرخصة الاسيوية للأهلي والنصر قبل عامين، وهما المديونان وارقام الاتحاد الآسيوي وسجلاته ومتابعته كشفت ذلك وبينت الخلل في منظومة اتحاد الكرة السعودي السابق، والأكيد أن على هيئة الرياضة أن تتدخل في ظل الوضع الضعيف القائم من اتحاد الكرة والأهم ايضا أن تضع لائحة وحدا لكل ناد بحيث أن توقف تأجيل الحقوق، ايضا أن تجبر الفرق التي عليها ديون مستحقة محليا وخارجيا أن تتصرف عاجلا حتى لو ببيع بعض لاعبيها لسداد ما عليها.. بل إن تفعّل بعض القوانين التي طمسها قانون اتحاد الكرة ومنذ زمن مثل حرية اللاعب السعودي وقدرته على فسخ عقده اذا لم يتسلم رواتب ثلاثة اشهر.. كذلك أن تضع حدا نهائيا لعبث رؤساء الأندية من اولئك الذين لا يهمهم حين يرحلون ان يسقط النادي على رأس من استلموه ومن بقوا فيه، هذا العبث اصبح مضرب مثل والى مزيد من السقوط المرير. افتحوا الملفات القديمة المطلوب الآن وكما تم فتح ملفات الاندية وتحويل بعضها الى الادعاء العام فتح ملف اتحاد كرة القدم والبحث عن كل التنازلات التي صدرت منه وما أضر برياضة السعودية، ونحن متفائلون بما يقوم به رئيس الهيئة تركي ال الشيخ، ويبدو أن حراكه الاخير وسعيه الذي لم يتوقف لأجل تنقية الرياضة السعودية قد اسقط كثيرا من الاقنعة وكشف مزيد من التجاوزات، والاكيد أن هذا ما تحتاجه الرياضة السعودية لكي تكون قادرة على النهوض والتطور، والأهم الآن أن نتعاون جميعا الاندية والجماهير والاعلام لكي نأخذ بيد الهيئة العامة للرياضة ومعاونتها على تطوير الرياضة وتطهيرها، وحين نردد ذلك فلسنا متشائمين أو داعين للنبذ والطرد، بل نحن مع كل من يريد أن يساهم في رفعة الرياضة نحن هنا نطالب وبقوة بالعمل على التصدي للمد الهائج من العبث المالي وما تبعه من إفساد لمفهوم الاحتراف من تلك التي أضرت برياضتنا وسمعتها في الخارج وبما يجعلنا وبأعلى صوت نطالب بالتدخل العاجل لوقف العبث المالي الأهوج المعنون بالوجاهة والشهرة لكي نمنع استغلال الرياضة والتسلق عبرها إلى مكاسب أخرى. تركي آل الشيخ نادي الاتحاد منعه «الفيفا» من التعاقدات لفترتين