للمرة الثانية وفي ظرف أسبوعين يلّوح رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي براية التهديد في وجه الاتحاد السعودي لكرة القدم متوعداً إياه بالشكوى للاتحاد الدولي على خلفية قضية اللاعب عوض خميس، الأولى كانت عبر تصريح تلفزيوني، والأخيرة من خلال مقطع مصور بالجوال ومسربّ لمواقع التواصل الاجتماعي. حقيقة، لا أعلم إن كان المقطع قد يمثل اختراقا لخصوصية المجلس الذي تصدره رئيس النصر، أم أن التصوير ومن ثم التسريب كان متعمداً، لكن في كل الأحوال فإن الرسالة قد وصلت، فها هو فيصل بن تركي يجزم بفم ملآن بأنه قادر على إيقاف الاتحاد السعودي، بل وحرمان المنتخب الوطني من بلوغ كأس العالم، وأنه جاد في ذلك، ولا يمزح كما قال!. قلتها هنا سابقاً بأن القوي لا يهدد، وإنما يبادر للأفعال دون الأقوال، وقالها بعدي رئيس الاتحاد السعودي عادل عزت: الأقوياء لا يهددون، وسبقه إلى ذلك أمينه عادل البطي حين قال: نحن لا نهدد ولا نتهدد، وفي ذلك رسالة واضحة، وقد أصبح حرياً بالرئيس النصراوي أن يُيمم وجهه صوب "الفيفا"، فلا شيء ألزم عليه من هيبته ومصداقيته. لا أظن بأن فيصل بن تركي لا يعرف الطريق نحو "الفيفا" حتى يبقى طوال هذا الوقت رافعاً سبابته هنا في الرياض، فالطريق المؤدي إلى بيت الكرة العالمي معروف، وللمساعدة فهذا هو العنوان: سويسرا، زيورخ 8044، شارع أدولف يور فيج سابقاً. شارع فيفا 20 حالياً، وهذا رقم الهاتف: 0041342227777، وإن شاء أرسلت له إحداثيات الموقع. ما نعلمه جميعاً أنّ ليس من حق أي نادٍ التوجه للفيفا أو لمحكمة كاس بوجود مركز التحكيم الرياضي، وهو قرار صادقت عليه الجمعية العمومية للاتحاد السعودي، لكن لعل رئيس النصر يعلم ما لا نعلمه، لذلك نتمنى عليه أن يبادر للشكوى إن كان له حق في ذلك، والأعظم إن كان "اتحاد عزت" قد خرق النظام المؤتمن عليه وأضرّ بالنصر، وهو أمر نرفضه جميعاً، وإن كان الضرر سيلحق بالكرة السعودية لكن القانون أولاً وأخيراً، وقد قيل: ما ضاع حق وراءه مطالب!. لم يعد الآن أمام الرئيس النصراوي إلا أن "يصمل" في تهديده، ويأتي بما توعد به، وإلا أضعف موقفه وفقد حجته مع مريديه قبل مناوئيه، وهو ما لا نتمناه، وهو صاحب المقولة الشهيرة: الصملة يا رجال، الصملة رجال، الصملة للرجال!.