سرد سفير السودان في المملكة عبدالباسط بدوي السنوسي، تفاصيل الجهود والمساعي التي قامت بها المملكة على مدى عام كامل حتى توجت أخيراً برفع العقوبات الإقتصادية الأميركية التي ظلت مفروضة على بلاده لأكثر من عشرين عاماً. وقال السنوسي في مقابلة مطولة بثتها القناة السعودية الأولى، إن دور المملكة قيادة وحكومة وشعباً في رفع العقوبات ينطبق عليه المثل الذي يقول "الصديق وقت الضيق". وأشار إلى أن المملكة بدأت هذا الجهد منذ وقت مبكر، ولم يكن معلناً في ذلك الوقت. وأضاف "تمت اتصالات قبل أكثر من عام وخلال لقاءات ثنائية بين مسؤولين سعوديين وسودانيين جرت في تلك الفترة، أحيط الجانب السوداني علماً بالمساعي السعودية التي جرت مع الجانب الأميركي في اتجاه رفع العقوبات". وقال السنوسي "نعلم أن المملكة بتوجيهات سامية من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وتحت إشراف الملك سلمان المباشر كان موضوع العقوبات على السودان موضوعاً ثابتاً خلال أي لقاءات سعودية أميركية منذ عهد أوباما". وأشار إلى أن وزير الخارجية عادل الجبير حضر إلى الخرطوم في منتصف العام الميلادي السابق 2016، وأبلغ الرئيس عمر البشير في رسالة من قيادة المملكة الحكيمة، أن هناك أملاً لرفع العقوبات عن السودان". وشدد على أن السودان لم يألو جهداً في التحاور وفتح قنوات اتصال مباشرة مع الجانب الأميركي وهذا ما أدى إلى هذا التقدم الكبير، إلى جانب جهود الأصدقاء بقيادة المملكة الذين بذلوا أيضاً جهداً كبيراً في دعم هذه الجهود وطمأن الجانبين السوداني والأميركي بتقريب وجهات النظر وإرساء الثقة التي فقدت وهذا كان دوراً مهماً". وقال إن الدور السعودي قوي في إقناع الإدارة الأميركية بجدية السودان وتدخلها شكل نوعاً من الضمان من دولة ذات ثقل إقليمي ودولي مثل المملكة. ونوه السنوسي بالدور الرائد والمقدر والأخوي ليس مع السودان فقط بل مع كافة الأشقاء. وأكد أن المملكة دولة لها وزنها وثقلها الإقليمي والروحي والسياسي في المنطقة، لذلك وضع السودان ثقته فيها واستجاب لبعض الطلبات والنصائح التي أدت لرفع العقوبات. وقال عندما ساد نوع من التشاؤم في السودان بعد تمديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع العقوبات لمدة ثلاث أشهر في شهر يوليو الماضي، تدخلت المملكة واستجاب السودان لهذه الإتصالات الكريمة. وأشار إلى البيان السعودي- السوداني المشترك الذي حمل توقيع وزيري خارجية البلدين عادل الجبير وإبراهيم غندور بعد تمديد رفع العقوبات، الأمر الذي أدى إلى تسيير الأمور في مسارها الصحيح إلى أن تم رفع العقوبات عن السودان. وأكد السنوسي في ختام حديثه، على أن العلاقات السعودية السودانية علاقات أخوية وأزلية في جوانبها العديدة، ومايربط البلدين مصير مشترك في اللغة والدين وحتى المودة بين الشعبين.