أكد السفير السوداني لدى المملكة عبدالباسط بدوي السنوسي أن العلاقات السعودية - السودانية وصلت إلى مراحل متقدمة من التعاون والشراكة الإستراتيجية المتمثلة بالمشاركة في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. وقال السنوسي في حوار خاص ل"الرياض": إن الاستثمارات السعودية بالسودان تحظى باهتمام كبير من قبل القيادة السودانية، كما تشهد الحركة التجارية بين البلدين حراكاً متزايداً. وبخصوص مكرمة "وطن بلا مخالف"، شدد على أن الجهات المختصة قادت حملة نوعية وسط أفراد الجالية السودانية تحت شعار "جالية تحترم النظام" لتوعيتهم بأهمية احترام الأنظمة في المملكة. وفيما يلي نص الحوار مع السفير السنوسي: * كيف تنظر لواقع ومستقبل العلاقات السودانية - السعودية؟ * العلاقات السودانية - السعودية تاريخية بحكم الجوار الجغرافي والدين واللغة والمصالح المشتركة. ازدهرت هذه العلاقة عبر الحقب التاريخية إلى أن وصلت إلى مراحل متقدمة من التعاون والشراكة الإستراتيجية المتمثلة في المشاركة في عاصفة الحزم والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب والتبادل التجاري والاقتصادي الكبير بين البلدين. * لقد زار الرئيس السوداني عمر البشير، المملكة خلال شهر يوليو، والتقى كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ما هي أهم أهداف ومخرجات هذه الزيارة؟ * بحكم العلاقة المتطورة بين البلدين فهنالك زيارات ولقاءات مستمرة بين قيادتي البلدين، وتجيء هذه الزيارة في إطار التشاور المستمر بينهما حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. كما تطرقت المباحثات لموضوع تمديد أجل رفع العقوبات الأميركية حتى أكتوبر، وقد طلبت المملكة من السودان التعاطي بإيجابية خلال المرحلة المقبلة مع الولاياتالمتحدة، وهو ما وافق عليه السودان وقد صدر بيان مشترك في هذا الشأن من وزير الخارجية عادل الجبير ووزير خارجية السودان إبراهيم غندور. ومن جانب آخر فقد تم الاتفاق على عقد لجنة التشاور السياسي برئاسة وزيري خارجية البلدين بالخرطوم في الأيام المقبلة. * يشارك السودان بفعالية إلى جوار أشقائه في تحالف إعادة الشرعية لليمن بقيادة المملكة، كيف تقيمون هذه المشاركة؟ * ظل السودان عبر التاريخ مستجيباً لمهددات الأمن القومي العربي ويحرص على مشاركة أشقائه للتصدي لأية مخاطر في هذا الشأن. لذلك كانت استجابته السريعة للمشاركة في التحالف باليمن. * انعقدت بمدينة جدة في الفترة من 26 - 27 يوليو 2017م اجتماعات الدورة السادسة للجنة الوزارية المشتركة بين السودان والمملكة ما هي أبرز الموضوعات التي نوقشت وأهم مخرجات هذه الاجتماعات؟ * اختتمت أعمال الدورة بالتوقيع على محضر الاجتماعات بواسطة رئيسي الوفدين، وزير البيئة والمياه والزراعة م. عبدالرحمن الفضلي، ووزير الزراعة والغابات السوداني عبداللطيف عجيمي. وسبق ذلك توقيع مذكرة تفاهم في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وبرنامج تنفيذي في مجال الاستفادة من الكفاءات الطبية، عقب مداولات للجانب الفني في البلدين. * ما هي أهم مجالات الاستثمارات السعودية وما هي الصعوبات التي تواجهها؟ * تحظى الاستثمارات السعودية بالسودان باهتمام كبير من قبل القيادة السودانية إذ قامت رئاسة الجمهورية بتسمية وزير دولة بوزارة الاستثمار مختص بإدارة ملف الاستثمارات السعودية. وتتعدد مجالات الاستثمارات السعودية في السودان إذ تشمل المجال الزراعي بشكل رئيس وهنالك مجالات أخرى مثل صناعة الزيوت "صافولا" والاستثمار في مجال خدمات البترول وفي مجال التعدين "أطلنتس" والمقاولات والنقل. كما أنشئ مجلس الأعمال السعودي - السوداني، حيث عقد الجانبان الاجتماع الثاني وأجريا مباحثات مثمرة في جدة خلال الفترة 26 - 27 يوليو 2017م، ناقشت مختلف جوانب الاستثمار وقضاياه وتحدياته. * كيف ترون حركة التبادل التجاري بين السودان والمملكة؟ * بحكم القرب الجغرافي فإن الحركة التجارية بين البلدين تشهد حراكاً متزايداً خاصة صادرات الماشية واللحوم والفواكه، وهنالك تزايد في السلع السعودية بالسوق السوداني. * أطلقت المملكة خلال الفترة السابقة مكرمة "وطن بلا مخالف" إلى أي مدى استطاعت السفارة أن تبصر مواطنيها لتوفيق أوضاعهم؟ * منذ إعلان حملة وطن بلا مخالف شرعت السفارة فوراً بالتنسيق مع الجهات المختصة في المملكة والسودان بقيادة حملة نوعية وسط أفراد الجالية تحت شعار "جالية تحترم النظام"، واستقبلت السفارة بالرياض والقنصلية العامة بجدة أعداداً كبيرةً من المواطنين. إذ استطاعت استخراج وثائق هجرية وأكملت البعثتان إجراءات سفر ما لا يقل عن 50 ألف مواطن. ونقدم شكرنا للمديرية العامة للجوازات في المملكة التي تعاونت مع السفارة بدرجة كبيرة من الاهتمام والتنسيق، ولكافة الأجهزة المعنية، ونؤكد احترام أبناء الجالية السودانية المقيمين بالمملكة للأنظمة. كما نثمن جهدهم وإسهامهم في نهضة المملكة وحسن سلوكهم والذي هو موضوع إشادة من قيادة المملكة ومسؤوليها على كافة المستويات. * سعادة السفير هلا أطلعتنا على تطور الأوضاع السياسية في السودان؟ * أنجز السودان بحمد الله حواراً وطنياً خالصاً شاركت فيه معظم القوى السياسية الفاعلة، استمر لأكثر من عامين، وخلص إلى وثيقة وطنية تمثل خارطة الطريق للمستقبل السياسي للسودان، ومن بعد تم تكوين حكومة الوفاق الوطني لتنفذ ما اتفق عليه من توصيات وقرارات هذا الحوار، ويشهد السودان في هذه المرحلة استقراراً كبيراً.