في يوم واحد ضرب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ على طاولته، فأطاح بمجلسي إدارة ناديي الاتحاد والرائد، وأمر بتكليف إدارتين بديلتين عنهما. إدارة أنمار الحائلي المكلفة تم حلها لورود أوراق من الاتحاد السعودي لكرة القدم تفيد بوجود شبهة تزوير في تراخيص نادي الاتحاد الآسيوية، وإحالة الملف للجهات المختصة، فيما تم حل إدارة عبدالعزيز التويجري لورود شبهة تزوير كذلك، وأحيل الملف أيضا للتحقيق، ولكون إدارته مكلفة هي الأخرى، فكانت رؤية رئيس الهيئة بإنهاء تكليفها. هذان القراران وإن كان صادمان للوسط الرياضي وجاء متزامنان، وهو الذي لم يعتد على مثل هذه القرارات الحازمة والسريعة، إلا أنهما وجدا التأييد والحفاوة من الوسط الرياضي، بعيداً عن اسمي رئيسي الناديين ومن معهما في إدارتيهما. الحفاوة جاءت لكون القرارين، وقبلهما سلسلة قرارات أخرى صدرت لتؤسس لمرحلة جديدة عنوانها الحزم في التعامل مع كل ما يعكر أجواء الأندية التي تلبدت لأعوام بغيوم التلاعب بالقوانين الإدارية، وضباب الفوضى في الملفات المالية، والتنفذ الشخصي، ما جعلها تتكبد الكثير من المآسي، حتى باتت مرتعاً خصباً للتجاوزات، ومقراً مستطاباً للتحايل. من تابع لقاء رئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة في برنامج "أكشن يا دوري" استشعر الهم الذي يحمله تجاه واقع الأندية السعودية، فإلى جانب القرارات التي أفصح عنها، فهو في موازاة ذلك عبر عن رؤيته تجاه حلحلة هذا الواقع، وما حديثه عن مكانة نادي الاتحاد، وجماهيرية نادي الرائد، إلا دليل على أنه حينما أصدر تلك القرارات لم يكن متعسفاً، بقدر ما أراد إعادة ترتيب البيتين من الداخل، وهو ما ينسحب على بقية الأندية التي ألزمها بعقد جمعياتها العمومية للإمساك بملفاتها المالية، محذراً من أي تأخير. تفاصيل كثيرة خرج بها حوار رئيس الهيئة، ركز فيها على الفساد الإداري، والتلاعب في الاستثمارات، والالتفاف على المديونيات، وكلها صبت في مجاري الواقع الرياضي الذي يدركه القريبون من الأندية، وقد بدا واضحاً أنه يسعى لتنظيفها لتكون الساحة نقية تماماً، لتؤسس لمرحلة جديدة مبنية على العمل المؤسساتي الدقيق؛ خصوصاً وقد ألمح أن الحساب سيشمل كل المتجاوزين، وأن الحبل سيبقى على الجرار، حتى لكأننا سنسمع هذا الرئيس يقول لذاك: "انجُ سعد فقد هلك سعيد!".