الأجمل في الحقبة الرياضية الحالية أن الكل اصبح يعرف حدوده، وماهي واجباته وما المطلوب منه، سابقا كان الكل يتحدى ويتضجر وتارة يرفع راية التباكي وتارة أخرى يتطاول وسط «شلة» من الإعلاميين «الأبواق» المبرمجين الذين باستطاعتهم تأدية مختلف الأدوار، سلبية أم ايجابية، «مع أو ضد»، على المنافسين، والحكام وكل من يقف في طريق الرئيس والنادي المفضل، تحت غطاء إعلامي يوفر لهما المحاماة والدفاع، الآن الصورة تغيرت، وصار الخطر يهدد كل متجاوز، لا يمكن أن يخرج مسؤول في أحد الأندية أو عضو شرف ليمارس «هياطه» ورفع راية «شوفوني» ومحاولة تشكيل رأي عام يناصره ويمكيج صورته ويلفت الأنظار عن تجاوزاته، ويشغل الجماهير المحبطة من اخفاقاته. المرحلة الحالية نستطيع أن نسميها مرحلة الفرز وإعادة التقييم، من يريد أن يعمل ويواكب التطورات بافكاره وتعامله سيكون المجال ممهدا أمامه للنجاح، ومن يريد العودة إلى مربع الهياط واستعراض العضلات فنحن في زمن الحزم الرياضي ومن لا يحسن القيادة فالأندية التي تعاني من الأزمات المالية والإدارية في غنى عنه، وباللغة العامية «وجوده كعدمه»، لذلك نحيي رئيس مجلس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ على قراراته وتدخلاته السريعة التي تنم عن تغييرات شاملة وعاصفة ستهب على الرياضة وتنظفها من اداريي الهياط وإعلام «النطنطة» والتعصب، وما قرار منع رؤساء الأندية من الجلوس على مقاعد البدلاء الا أحد القرارات المفرحة للكثير من الحكام والرياضيين الذين كانوا في فترات مضت يشاهدون الإداري وهو يوجه بالقرب من خط التماس ويحتج على قرارات الحكام كالطاووس وياويل من يقترب منه ويحاول تهدئته، ويصل به الحال إلى محاولات الاعتداء على الحكام واعضاء الفريق المنافس، ولو حكى بعض «اسياد الملاعب» لسردوا قصصا يشيب لها الرأس، ولكن ضرورة الصمت بالنسبة لهم تفرض عليهم كتم الكثير من الاسرار، لذلك نقول شكرا تركي آل الشيخ بالأمس «كتمت» إعلام الثرثرة وجعلته يعيش حالة من الخوف والانصياع بعدما كان يفتي ويهاجم ويثير الرأي العام، ولكنه تحول الآن إلى كمن على رأسه الطير لماذا؟.. ليس انسجاما مع ضرورة مراعاة المصالح العامة ولكن لأن «العين الحمراء» حضرت، لذلك من الطبيعي أن يتوارى لأن موقفه ضعيف والجدران التي يتكئ عليها هشة فكان الخيار الوحيد هو الصمت، اما الإعلام الوطني الصادق الذي لا تتحكم فيه الميول وتؤثر في نهجه الألوان فسيقف معك قلبا وقالبا ويشيد بالنجاحات وينقد الأخطاء، لأنه يريد رياضة نظيفة لايهبط عليها الإداري والإعلامي والشرفي بالبراشوت، رياضة شعارها الاحترافية، وعنوانها الحزم، ونتاجها الانجازات، وليس الديون والازمات المالية وتوريط الأندية والاتحادات بالعمل التقليدي والخطط العشوائية وسوء التخطيط وغياب المنهجية التي تواكب عصر الخصخصة وايجاد الطرق المناسبة لتوفير المال والنهوض بهذه الرياضة.