ضمن إطار "رؤية المملكة" 2030 لتطوير مواقع سياحية بأعلى المعايير العالمية، تحقق الجذب السياحي وتنمي قطاع الضيافة والترفيه بالمملكة، وتعمل على توفير فرص استثمارية تساهم في تنمية القطاع الخاص واستهدافاً لإنشاء وجهة سياحية وتجارية متميزة على الواجهة البحرية لمدينة جدة، ترمي لتطويرها ودعم طموحاتها لكي تصبح ضمن أفضل مئة مدينة على مستوى العالم، أعلن صندوق الاستثمارات العامة الأسبوع الماضي عن مشروع جديد من مشروعاته التطويرية التي يتوالى الإفصاح عنها تباعاً، يسعى من خلال مكونات هذا المشروع إلى تطوير الواجهة البحرية في وسط مدينة جدة تحديداً، بهدف تحويلها إلى منطقة حيوية ووجهة سياحية وسكنية وتجارية فريدة، تمثل القلب النابض الجديد لعروس البحر الأحمر. إن المطلع عن كثب عن ظروف المناطق المركزية في أواسط مدننا التي يتسم معظمها بطابع تاريخي مميز في بعض أحيائها ومبانيها، وتجاري ومالي في جوانب أساسية من أنشطتها، أو ترويحي وترفيهي عبر الإطلالة البحرية للساحلي من حواضرها، يجد أنها تعاني كثيراً من تراجع وتدهور بيئتها العمرانية، بل والوظيفية بوجه عام، ومن ثم نرى أن كثيراً من الأنشطة التي نشأت واستوطنت بهذه المناطق لعقود تضطر إلى النزوح الذي لا يتوقف لمناطق أخرى خارجها، بالرغم من الجهود التي تبذل من القائمين على إدارة هذه المدن للسعي على تجديد وأحياناً إعادة تطوير تلك المناطق المركزية، الذين وإن كانوا قادرين على إعداد خطط وبرامج التجديد وإعادة التطوير بها، إلا أنهم دوماً ما يصطدمون بعائق جذب التمويل لتنفيذ تلك الخطط والبرامج، التي غالباً ما يكون القطاع الخاص غير قادر أو مستعد لتحمل تكاليفها، لذا لعل مجيء الصندوق باستثماراته ذات الطابع التنموي، يأتي لملء هذه الفجوة، وسد هذا الفراغ، الذي نأمل ونحن نستحضر مشروعات الصندوق القائمة والمميزة، أن يكون مشروع تطوير وسط مدينة جدة هو النواة والمنطلق لأن يتحول توجه الصندوق في هذا المجال إلى برنامج ينشأ لكي يمتد ويتسع فيشمل تجديد أو إعادة تطوير أجزاء أخرى في وسط مدينة جدة، وكذلك أواسط مدننا الأخرى، ويصبح هذا البرنامج في مرحلة تالية، ومن خلال ربما شركة يمتلكها الصندوق، الذراع الذي يستثمر في التجديد أو إعادة التطوير لأواسط المدن، وتوفير البنى التحتية الأساسية لأراضيها، ومن ثم عنصر الجذب للمستثمرين من القطاع الخاص لإقامة المنشآت على تلك الأراضي المطورة استثمارياً من قبل الصندوق.